كيف تأخر النبي سليمان صلاة العصر وأسباب التأخير حسب القرآن الكريم؟

في سورة ص الآيات الثلاثين إلى الثالث والثلاثين، تُروى لنا قصة النبي سليمان عليه السلام عندما تعرض له خيول جياد عند زوال الشمس (العصر). وفقاً لهذه القص

في سورة ص الآيات الثلاثين إلى الثالث والثلاثين، تُروى لنا قصة النبي سليمان عليه السلام عندما تعرض له خيول جياد عند زوال الشمس (العصر). وفقاً لهذه القصة، انشغل الملك سليمان بحب هذه الخيول الجميلة ومشاهدتها لدرجة أنه نسي أداء صلاة العصر. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "إذ عُرِضَ عليه بالغداة الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حبّ الخير عن ذكر ربي حتَّى توارى بالحجاب". لاحظ المفسرون البارزون مثل الطبري وابن كثير وابن عثيمين أنّ هذا الحدث يمكن اعتباره دليلًا على ترك النبي سليمان لصلاة العصر بسبب الانشغال بشؤونه الدنيوية مؤقتًا وليس بصورة متعمِّدةٍ قطعا للاستحباب. وقد جاء رد فعله قاسيًّا حيث أمر بتدمير الخيول كوسيلة لإعادة التوازن الروحي والتأكيد على أهمية طاعة الرب فوق كل شيء آخر. ومع ذلك، فقد رجَّح بعض العلماء بأنه قد يكون لهذا التصرف علاقة بسياسة الحرب والمعارك حينذاك والتي سمحت بنوع من المرونة في تطبيق الزمن المناسب لأداء الصلوات بناءً على الظروف الخاصة بكل حالة عسكرية آنذاك. وعلى الرغم من عدم وجود تكرار صريح للتعبير "العصر" ضمن النص القرآني, إلا أنها نظرية تفسيرات قوية تدعم فرضية ارتباط الحالة بالقصة المذكورة. وتشدد التفاسير الحديثة أيضًا بأن المشكلة الرئيسية كانت اندفاع النفس البشرية نحو الملذات الدنيوية وفقد التركيز الذهني أثناء عبادة الواحد الأحد عز وجل. وبالتالي فإن درسنا الرئيسي يكمن فيه وجوب ضبط مشاعرنا واستخدام وساوس الشيطان للحفاظ على نشاط روحي مستدام مطيع لأوامر الله سبحانه وتعالى.


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer