• صاحب المنشور: البوعناني بن معمر
  
  ملخص النقاش:
  مع تزايد الثورة الرقمية وتطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح الحوار حول تأثيرها الأخلاقي ضروريا. هذه التقنية التي يمكنها تحسين كفاءة العمليات البشرية بشكل كبير، إلا أنها تحمل أيضا تحديات أخلاقية كبيرة. يتناول هذا المقال الدوافع الرئيسية لتطبيق الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على كيفية التأثير على القيم الإنسانية والأخلاق. كما يناقش أيضاً الجدل حول الخصوصية وانعدام الشفافية ضمن عمليات اتخاذ القرار المستندة إلى البيانات الكبيرة.

الفوائد والتطبيقات الواسعة للذكاء الاصطناعي

تتيح تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مجموعة واسعة من الفرص العملية عبر مختلف القطاعات. فهي تساعد في تحسين الخدمات الصحية من خلال التشخيص المبكر للأمراض وتطوير الأدوية الجديدة بناءً على بيانات تاريخ المرضى. وفي قطاع التعليم، تقوم بإنشاء تجارب تعليمية مصممة خصيصًا لكل طالب استناداً إلى مستواه وقدراته الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، تدعم الذكاء الاصطناعي إدارة المدن ذكية وأنظمة الطاقة المتجددة بطريقة فعالة ومستدامة بيئياً. ولكن، بينما تقدم لنا هذه التكنولوجيا العديد من الحلول للمشاكل المعقدة، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى مشاكل جديدة ذات طبيعتين متعارضتين؛ فمن جهة توفر الوقت والجهد اللازم لإنجاز الأعمال الروتينية، ومن أخرى تهدد الوظائف العادية للإنسان مما يزيد معدلات البطالة.

الأخلاقيات والقضايا المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي

رغم كل هذه الإمكانيات الرائعة، هناك مخاوف حقيقية تتعلق بأمان واستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي. مثلاً، تشمل المخاطر الأمنية القدرة النظرية لبعض البرمجيات الذكية التحكم بها بواسطة قراصنة الإنترنت أو استغلال المعلومات الشخصية للمستخدمين لأغراض غير قانونية. كذلك، شككت بعض الدراسات الأكاديمية في موضوع الصدق الموضوعي لهذه المنظومات حيث إن معظم خوارزماتها تعتمد بشكل أساس على البيانات المدخل إليها والتي غالبا ما تحتوي عيوب وضبابية قد تؤثر بالسلب على نتائج العمل النهائية. ثم يأتي عامل آخر وهو فقدان الوظائف بسبب اعتماد الاقتصاد الحديث بدرجة أكبر عليه مما يؤثر بذلك على الأجور وظروف العمل عموماً. لذلك، بات من الضروري وضع قوانين وقواعد تضمن سلامة استخدام هذه التقنيات والحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية أثناء تطويرها وانتشارها.