- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعد قضية التعليم محورًا رئيسيًا وموضوعًا حساسًا يثير نقاشًا واسعًا بين مختلف الثقافات والأديان حول العالم. وفي ضوء هذا الزخم المعرفي المتزايد، يأتي الدور المحوري للإسلام كمرجع أخلاقي وغائي للبشرية للنظر فيه بعناية. إن فهم العلاقة بين الإسلام والتعليم أمر بالغ الأهمية لفهم كيف يمكن للمبادئ الإسلامية توجيه وتشكيل عملية التعلم بمجملها.
يعكس القرآن الكريم قيم التعلم مدى الحياة والتطوير المستمر للأفراد والمجتمعات. يقول الله تعالى في سورة آل عمران الآية رقم 191: "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم". تشدد هذه الآيات على أهمية طلب العلم والمعرفة لتحقيق الخير والفهم الشامل للحياة. كما يؤكد الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»(1). يدل ذلك واضحا على أن تعزيز المعرفة يعد واجباً دينيّاً لكل فرد مسلِم.
إن النظام الغذائي لأخلاقيات العمل والإنتاج داخل المجتمع المسلم، يسعى لتوجيه الطلاب نحو الانضباط الذاتي وإتقان المهارات العملية جنبا إلى جنب مع الدراسة النظرية. فالعبادة الصحيحة والحس الأخلاقي هما جزء لا يتجزأ من أي برنامج تعليمي مكتمل ومتكامل وفق المنظور الإسلامي. وهنا تبرز ضرورة توفير بيئات تعلم آمنة داعمة لنمو الشخصية المسلمة وتمكينها اجتماعيّا وثقافيّا واقتصاديا أيضا.
ومن الناحية التطبيقية، أدخل العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة تطورات مبتكرة ضمن منظومتها التربوية كي تتوافق أكثر مع متطلبات الاقتصاد العالمي الحالي دون التضحية بقيمها الأساسية المرتبطة بالإسلام. وقد نجحت بعض نماذج المدارس الخاصة بتعزيز المناهج التقليدية بالتكنولوجيا الحديثة وأساليب التدريس الفاعلة لإعداد جيل مؤهل قادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بإيجابية وإبداع.
وفي الختام، فإن الجمع بين تعاليم الدين الإسلامي وما تقدمه وسائل الرقي الحديثة يشكل أساسا قويًا لبناء نظام تعليم فعال ومستدام يعزز العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ويضمن رفعة الأمّة وتطورها جنبا إلى جنب مع تحقيق مصالح الأفراد وتعزيز قدراتهم الذاتية وتحفيزهما للتطلع دائمًا لمزيدٍ من الإنجازات الرائدة الأخرى مستقبلًا بإذن الله عز وجل.
(مصادر):
(1) صحيح البخاري - كتاب العلم - باب فضل العلم وحث المسلمين على طلبه وفيه حديث النبي المؤدب نفسه وغيره.