- صاحب المنشور: حلا المسعودي
ملخص النقاش:
---
تعد ظاهرة العولمة أحد أهم وأكثر الظواهر تأثيراً عالمياً في القرن الحالي. وهي عملية تعني اندماج المجتمعات والاقتصاديات والثقافات المختلفة عبر حدود الدول الوطنية. بينما تحمل العولمة العديد من الفوائد مثل زيادة التجارة العالمية وتحسين وسائل الاتصال والاستعانة بالتقنيات الحديثة، فإن لها أيضاً جوانب معقدة تؤثر بشكل كبير على الهويات الثقافية للمجتمعات المحلية. هذا المقال سيستعرض بإيجاز التأثيرات المحتملة للعولمة على الأصالة الثقافية والحوار حول كيفية توازن هذه العملية بين تحقيق الفائدة الاقتصادية والمضي قدماً نحو تحديثٍ حضاري وبين حماية وتعزيز التراث الثقافي الغني الذي يميز كل مجتمع عن غيره.
التأثيرات الإيجابية للُـولـَمَة عَلَى الثّقافة المحليّة
- التبادل المعرفي: تُتيح العولمة الفرصة للاستفادة من التجارب والمعارف الأخرى، مما يؤدي إلى توسيع آفاق الأفراد والمجتمعات لفهم ثقافتهم الخاصة بمزيد من العمق وبالنظر إليها بزاوية أكثر شمولاً وفهمًا لتعدد الأنماط الثقافية واستلهامه منها بطريقة تتماشى وقيم تلك الجماعة وثوابتها الدينية والإنسانية الراسخة.
- التنمية الاقتصادية: يمكن للحصول على فرص عمل جديدة أو دخول الأسواق الدولية نتيجة لعمليات التحرر الاقتصادي التي تستتبعها السياسات التعولمية تشجيع نمو اقتصاد البلدان وتوفير موارد أكبر لبناء البنية التحتية والتعليم والصحة وغير ذلك الكثير ممّا يعزز بشكل مباشر من مستويات المعيشة ويحسن جودة الحياة للسكان الأصليين.
- الحراك السياسي والشعبي: غالباً ما ترتبط الرؤى السياسية المتجددة تجاه القضايا الملحة محليا وعالميا بتزايد التقارب العالمي ومن ثم تبادل الخبرات الناجزة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والتي تساهم بصورة فعَّالة ومتواصلة في مواجهة التحديات المشتركة وفي تطوير الحلول المقترحة لمشاكل العالم كالجوع والأمراض وانتشار العنصرية والتطرف ومخلفاتها المدمرة لكل مجتمع ملتزم بحياة الكرامة الإنسانية .
- فَنِّــدَرْ مُغْنِـــيَّةٌ للتفاعلات الاجتماعية: إن ارتباط الأشخاص عبر الشبكات الإلكترونية الواسعة يبقي الباب مفتوحا أمام فهم أفضل للأبعاد المختلفة لحياة الآخر المختلف دينياً وثقافياً وجغرافياً وهو أمر يدفع باتجاه خلق بيئة اجتماعية متسامحة أكثر قبولاً لانفتاح الآراء والنظر بعين الاعتبار لما هو خارج نطاق تجربتنا الشخصية الضيقة وبالتالي يساعد أيضا في تدعيم قيم السلام واحترام الاختلاف المبنية أساسا علي احترام وجودها للفرد الاخر بغض النظر عن خلفيته او هويته سواء كانت دينية ام لغوية ام عرقية هامه كان او صغير هي جزء لا يتجزأ مما يشكل جوهر ثرائنا الجمعي كمجموع بشري واحد يسعى جميع أفراده لنيل حق تقاسم الحقوق بالحياة بالحريه والكرامة الانسانيه المصانة شرعا وقانونا دوليا متحاضنان هما الكنز الثمين لأمان المجتمعات المتحضره.
المخاطر المرتبطة بها وصيانة الأصالة الثقافية
لا ينبغي التعامل مع آثار العولمة بأسلوب أحادي الجانب تجاه فائدتها وحدها بل يجب دراسة شاملة لكلا جانبي الصورة حيث تكمن بعض سلبياته أيضَا والتي تتمثل فيما يلي :
- **تفشي