العمود الفقري هو جزء أساسي من هيكل الجسم البشري، وله دور حاسم في دعم وزن الجسد وحمايته للأعصاب الحيوية. ومع ذلك، قد يحدث بعض التشوه خلال مرحلة النمو الجنيني مما يؤدي إلى تشوهات خلقية مختلفة في العمود الفقري. هذه الحالة يمكن أن تتراوح بين خفيفة وغير ملحوظة حتى حالات أكثر خطورة تحتاج تدخل طبي فوري. سنستعرض في هذا المقال أنواعاً شائعة من تشوهات العمود الفقري وأسبابها وأعراضها وكيفية التعامل معها طبياً.
تتشكل العظام المشكلة للعمود الفقري - والمعروفة باسم "القُرَاعات" - أثناء الحمل، وتبدأ عملية الانصهار لتكوين الهيكل النهائي حوالي الشهر الخامس من الحمل. إذا حدث اختلال في هذه العملية الطبيعية لأي سبب كان، يمكن أن ينتج عنه مجموعة متنوعة من التشوهات التي قد تكون واضحة منذ الولادة أو تظهر لاحقاً.
أحد الأمثلة الشائعة لهذه التشوهات هو انفتاق القرص العنقي، والذي يحدث عندما يتم دفع مادة ناعمة تسمى الغضروف خارج موقعها داخل الأقراص الموجودة بين القُرَاعات. هذا الأمر يعيق حركة الأعصاب ويسبب الألم والتصلب في الرقبة ويمكن أن تمتد الآثار الجانبية نحو الجزء الأعلى من الظهر ومنطقة الصدر أيضًا. وفي حالة مرضيات كيسيات مثل تلييف العمود الفقري (Spina bifida) وهو نوع آخر من تشوه العمود الفقري، حيث لا تنغلق القناة العصبية بشكل سليم أثناء نموها، ما يسمح بتطور اعوجاج غير اعتيادي يشبه الطية الصدفية.
يمكن أن تشمل أعراض تشوهات العمود الفقري مجموعة واسعة بما فيها الألم المستمر وضعف الانتصاب وصعوبة التحكم في المثانة والإمساك ومشاكل الحركة العامة. ولذلك فإن اكتشاف هذه الحالات مبكرًا أمر حيوي لتوفير العلاج المناسب وتحسين نتائج المرضى.
يتضمن العلاج عادةً الجمع بين العلاجات المحافظة وطرق التدخل الجراحية حسب شدة حالتك الصحية الشخصية وبنية جسمك الفردية. قد يعتمد الدواء والممارسات الأخرى على تقليل الأعراض المؤقتة لحين اتخاذ قرار بشأن الإجراء الأكثر فعالية، سواء كان جراحة لإعادة تصحيح الوضع الخلقي أم غيره من البدائل المتاحة حاليًا والتي تتزايد باستمرار بسبب التقدم العلمي الحديث في مجال الطب الرياضي وجراحي العمود الفقري خصوصًا.
في الختام، تعتبر معرفتنا بحقيقة تشوهات العمود الفقري واستعدادنا لها ضرورية للحفاظ على الصحة العامة والحياة ذات النوعية الجيدة للمتعايشين مع تلك الظروف الاستثنائية بطبيعتهم ولكن ليس بالضرورة مؤلمة إن تم الاعتراف بها وعولجت بدقة واحترافية.