• صاحب المنشور: أنيسة الصديقي
  
  ملخص النقاش:
  في عصر يتميز بتطور التكنولوجيا المتسارع、بات الذكاء الاصطناعي موضوعا رئيسيا في نقاشات الفكر والثقافة. يoffer هذا المجال مجموعة واسعة من الإمكانيات التي يمكنها تحسين الحياة البشرية في العديد من الجوانب، مثل الرعاية الصحية、التعليم、والأمن。غير أن هذه الأداة الشاملة تحمل أيضا تحديات أخلاقية محتملة تستحق النظر والدراسة العميقة.

**القوتان الكامنة**:

تتمثل إحدى أكبر نقاط قوة الذكاء الاصطناعي في قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة وبشكل دقيق. وهذا يعني القدرة على حل المشاكل المعقدة واستخلاص المعلومات بطرق غير ممكنة بالنسبة للبشر وحدها। إن استخداماته المحتملة تتجاوز حدود الخيال؛ فهو قادر على مساعدة المهندسين المعماريين لتصميم مباني أكثر كفاءة باستخدام تقنيات التعلم الآلي，أو المساهمة في تطوير أدوية جديدة وفهم الأمراض بشكل أفضل عبر التحليل الطبي الدقيق一على سبيل المثال۔هذا النوع من الابتكار ليس فقط يعزز الاقتصاد بل ويحسن نوعية حياة الإنسان نحو الأحسن。

**المخاطر الأخلاقية**:

مع كل ما يأتي به الذكاء الاصطناعي من فرص عظيمة، تأتي معه أيضًا مخاطر تحتاج إلى التدقيق الوثيق：

1. خصوصية البيانات: يتطلب بناء نماذج الذكاء الاصطناعية الوصول إلى بيانات كبيرة ومفصلة يستغلّ الكثير منها معلومات شخصية حساسة، مما قد يؤدي إلى انتهاكات خطيرة لوثائق خصوصيتنا إذا لم تتم حمايتها بشكل صحيح。

1. الحياد والتحيزات: حتى وإن كانت خوارزميات الذكاء الاصطناعي تعتمد على منطق مجرد، فإن البيانات المستخدمة لتدريبها غالبًا ما تحتوي على تحيزات بشرية مازالت قائمةและความ تفضيلاتی。هذه الحقيقة تهدد بإنتاج قرارات متحيزة أو موجه ضد مجموعات محددة بدون أي تدخل بشري مباشر。

1. العمل والأمان المنزلي: مع زيادة تعميم الروبوتات المدربة بالذكاء الاصطناعي لدخول مجالات العمل التقليدية والاستخدام اليومي داخل المنازل，يمكن لهذه الأخيرة استبدال وظائفٍ وتغيير طبيعة العلاقات بين البشر والمؤسسات بشكل جوهري 。

1. الأمان والقابلية للتلاعب: تشهد شبكة الإنترنت الثالثة طفرة متزايدة فيما يسمى "الحرب الإلكترونية" حيث يسعى بعض الأفراد ذوي النوايا الشريرة لاستغلال ثغرات الأمن الموجودة ضمن البرمجيات ذات الذكاء الصناعي بهدف ارتكاب أعمال تخريب وإلحاق الضرر بالحكومات والشركات الخاصة والحياة العامة عموماً。

إن فهم وإدارة المخاطر المرتبطة بمستقبل الذكاء الاصطناعي أمر ضروري لإطلاق رحلة آمنة ومُرضية لهذا القطاع المتنامي。ومن هنا يبرز دور الحكومات والجهات الناظمة للمهن والصناعة المحلية والعالمية في وضع قوانين ولوائح وشروط عمل تضمن حقوق جميع الأطراف المعنية وتحترم المبادئ الأساسية للإنسانية كالعدالة والكرامة وعدم الانحياز لأي طرف واحد ضدهم。وعليه يبقى مفتاح نجاح مشروع