- صاحب المنشور: البوعناني الديب
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع الذي تتطور فيه التكنولوجيا بتسارع ملحوظ, يلعب الإنترنت دوراً محوراً في تشكيل بيئة التعليم والتعلم. هذه البيئة الرقمية الواعدة تقدم مجموعة متنوعة من الأدوات والموارد التي تتيح للطلاب والمعلمين طرق جديدة ومبتكرة للتواصل والاستيعاب وتبادل المعرفة. أدى هذا التحول إلى ظهور مصطلح جديد يعرف باسم "التعلم الافتراضي"، حيث يمكن الوصول إلى المعلومات عبر شبكة الإنترنت بدون الحاجة لموقع جغرافي معين أو حضور شخصي بالمكان نفسه.
توفر الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر ومنصة لينكد إن فرصاً هائلة لتفاعل الطلاب والأكاديميين حول العالم. بينما توفر مواقع التواصل الاجتماعي فرصة لاختيار الدورات التدريبية المرئية المجانية (MOOCs) والتي قد تغطي مواضيع متخصصة يصعب العثور عليها بطرق تقليدية. بالإضافة لذلك، فإن العديد من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية تقدمان الآن خيارات تعليمية افتراضية كاملة مما يسمح للطالب بالبقاء في وطنه الأصلي أثناء حصوله على شهادته.
إلا أن لهذه الثورة التقنية جوانبها المظلمة أيضا. فمن ناحية، هناك مخاوف بشأن نوعية المحتوى المتاح واستدامته. فقد يتواجد مواد غير موثوق بها وقد تكون مضللة للباحثين الجدد. كما أدت زيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية إلى انخفاض التركيز وانشغال الطلاب بعيدا عن العملية التعليمية الفعلية. علاوة على ذلك، يفتقر بعض الأفراد إلى البنية الأساسية اللازمة للاستفادة الكاملة من المرونة التي تقدمها الوسائل الرقمية؛ إذ قد يعيش هؤلاء خارج مناطق ذات اتصال واسع النطاق، وبالتالي يحرمهم هذا الأمر من الفرص المتاحة أمام الآخرين.
وعلى الرغم من تلك العقبات، يبقى الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا أمرا ضروريا لتحقيق مجتمع أكثر معرفة وإنتاجية. يشمل الحل المقترح تنفيذ سياسات واضحة لإدارة محتوى الإنترنت وضمان وجود قاعدة بيانات شاملة ومتنوعة للمصادر العلمية موطنها أكاديميات معروفة ومعترف بها دولياً. وينبغي أيضاً توجيه جهود تطوير الأبحاث نحو تصميم نماذج تعلم رقمية فعالة وحديثة تبقي الأطفال والشباب مشتركين بنشاط داخل الصف الدراسي المحوسب وخارجه. وفي النهاية، سيعتمد نجاح انتقالنا نحو عصر رقمي شامل للتعلم والتعليم على قدرتنا كأمة واحدة على تحقيق توازن بين تحديات وآفاق تكنولوجيا الاتصالات الحديثة.