- صاحب المنشور: عائشة العروي
ملخص النقاش:
مع التقدم السريع للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بات واضحًا كيف يمكن لهذه التقنية الحديثة أن تتحول إلى محرك رئيسي للابتكار والإبداع عبر مختلف القطاعات. وفي قطاع الصحة تحديدًا، يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانيات هائلة لتحويل كيفية تقديم خدمات رعاية صحية رقمية أكثر كفاءة وتخصيصًا للمرضى.
أصبح العالم اليوم على أبواب ثورة صحية رقمية، وهي الثورة التي ستغير وجه الرعاية الصحية كما نعرفها الآن. يتيح الذكاء الاصطناعي لنا تطوير حلول أكثر فعالية وأمانا لأمراض كانت تعتبر معضلة طبية مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والأورام وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء والممرضات على اتخاذ قرارات علاج أفضل باستخدام خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة والتي تقوم بتحليل بيانات المرضى الكبيرة لتوقع نتائج العلاج المحتملة واختيار الخطة الأكثر فائدة لكل حالة فردية.
ومن الجوانب الأخرى المهمة لدور الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية هي تقليل وقت انتظار المريض للحصول على موعد طبي عبر استخدام روبوتات دردشة ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي لفحص الأعراض الأولية وإعطاء نصائح تشخيصية مؤقتة حتى يصلوا لموعد الطبيب الفعلي. هذه الروبوتات تستطيع أيضا التواصل بلغات متعددة مما يسهل الوصول لأفراد المجتمع الذين قد لا يجيدون اللغة المحلية أو الإنجليزية بشكل كامل.
وفي تعزيز الوعي الصحي الوقائي لدى الجمهور العام، يستخدم بعض الباحثين نماذج تعلم آلي مبنية على البيانات التاريخية للأمراض المعدية لتوفير توقعات دقيقة حول انتشار الأمراض وبالتالي اقتراح خطوط دفاع مناسبة للقضاء عليها قبل ظهورها الجماهيري الواسع النطاق. هذه الطريقة ليست مجرد تأمل نظرية وإنما تم تطبيقها بالفعل حيث قامت إحدى الشركات الناشئة الناجحة باستعمال أدوات مشابهة لمنع تفشي مرض الحمرة الحمراء بين طلاب جامعة هارفارد بكلفة أقل بكثير مقارنة بالطرق الاعتيادية لحماية العامة من العدوى.
بالإضافة لما سبق، يعد الذكاء الاصطناعي حليف قوي لإعادة التأهيل بعد العمليات الجراحية والحالات الحرجة وذلك بفضل وجود أنظمة تمرين مبرمج ومراقبة مستمرة تساعد المصابين على استرجاع قدرتهم الحركية تدريجيا بدون حاجة الي حضور شخص بشري مباشرة خلال جلسات إعادة التأهيل الخاصة بهم.
مستقبل الطب الرقمي يبشر بأن تكون هنالك تحديثات جذرية بنظام توصيل العلاجات وتحقيق سلامة أكبر أثناء المناوبات الليلية الضرورية داخل المستشفيات خصوصاً فيما يختص بالنظر ومتابعة حالات الوفيات والإصابات الخطرة. كذلك فإن الفرصة سانحة أمام الدول الفقيرة للوصول لأحدث الدراسات العلمية وشرائح التشخيص المبكر التي لن تكون بمستوى الأسعار المرتفع حالياً بعد انخفاض تكلفته نسبياً بسبب اعتماد التصنيع المطبعي والإنتاج الكبير بواسطة تكنولوجيا الليزر ثلاثية الأبعاد.
وأخيراً وليس آخراً يأتي دور التعليم المهني الذي سيحتاج إلي نهضة جديدة تتناسب واستحداث الأدوات ذات القاعدة البرمجية المعززة بالت