- صاحب المنشور: ريهام البارودي
ملخص النقاش:
في العصر الرقمي الحالي، أصبح الاعتماد على التكنولوجيا حاسماً في العديد من المجالات، ولا يتخلف قطاع التعليم عن الركب. حيث يشهد عالم التعلم تحولاً كبيراً مع ظهور تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، التي توفر فرص وتحديات متعددة. يبحث هذا المقال في كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية، سواء كان ذلك عبر الأدوات المساعدة للتعليم أو الطرق المتقدمة لتقييم الأداء الأكاديمي، بالإضافة إلى الآثار المرتبطة بهذه التقنية الجديدة. فهل يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم خطوة نحو مستقبل أكثر إنصافًا وإنتاجية، أم أنه يعرض النظام القائم لتهديدات غير مسبوقة؟
تعتبر القدرة على تكييف المناهج الدراسية حسب احتياجات كل طالب بناءً على مستوى فهمه واحتياجاته الفردية أحد أهم مميزات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم. برمجة الروبوتات والتطبيقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تسمح بتوفير مواد دراسية شخصية ومخصصة تستهدف نقاط قوة وضعف الطلاب المختلفة، مما يساعدهم على تحقيق نتائج أفضل وتحسين آليات تعلمهم. علاوة على ذلك، يستطيع المعلمون استخدام البيانات المستخلصة من البرامج والمنصات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات أدائهم ومن ثم تعديل منهجيتهم التدريسية وفقا لذلك، وبالتالي رفع جودة العملية التعليمية بأسرها.
وعلى الرغم من هذه النقاط الإيجابية الواضحة، إلا أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار بعض المخاطر المحتملة الناجمة عن اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدرجة كبيرة داخل البيئة التعليمية. فقد يؤدي انتشار الأتمتة واستخدام نماذج ذكية جدًا لاتخاذ القرارت نيابة عن البشر إلى نقص مهارات التواصل الإنساني وتعزيز اتجاه الانعزال الاجتماعي بين الطلاب والمعلمين بسبب زيادة الحواجز الرقمية بينهما. كما يمكن لبرامج الكمبيوتر ذات قدرات عالية تحويل التركيز من عملية التعلم الفعلية نحو طرق الحصول عليها بطريقة مؤقتة وفارغة، وهو أمر يدعو للقلق إذا لم يتم مراقبة الأمر بشكل دقيق وضمان عدم استغلاله بشكل خاطئ.
ومن الجدير بالملاحظة أيضًا التأثير الذي سيحدثه دخول الذكاء الاصطناعي للمجال الوظيفي الخاص بمراكز العمل المرتبطة بالأعمال التعليمية والإدارية. حيث ستشهد وظائف تتعلق بالإدخال اليدوي للبيانات وانشاء المواد التحضيرية الموجودة حاليًا انخفاضا ملحوظا نتيجة لإمكانيات البرنامج المصمم جيدًا لأداء تلك المهام بكفاءة أكبر وأسرع. بينما سينتج عنها مكاسب أخرى تتمثل بإعداد مدربين ذوي خبرة أكبر قادرةٌ بشكل مباشرٍ على تفجير طاقات أعضاء الفرق التربوية الذين كانوا يعملون سابقاً بمهام أقل تحدياً ومباشره ارتباطا بنمط عملهم الأصلي.
وفي نهاية المطاف فإن نقاش "دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعليم" ليس مجرد محاولة لفهم مدى توافق حل البرمجيات الحديثة وآليات عمل الإنسان وإنما هو أيضا دعوة للتفكر