- صاحب المنشور: إيناس الزوبيري
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، شهد العالم ثورة تكنولوجية هائلة مع ظهور الذكاء الاصطناعي (AI) الذي بدأ ينتشر بسرعة في مختلف المجالات، بما في ذلك الأدب. بينما يفتح هذا التطور آفاقا جديدة للإبداع والتواصل، إلا أنه يخلق أيضا مجموعة واسعة من القضايا والأخلاق التي تستحق المناقشة العميقة والتفكير النقدي. يتمثل أحد أكبر التحديات أمام الأدب العربي تحديدا فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي في الحفاظ على الهوية الثقافية والمعاني الروحية للأدب أثناء الاعتماد المتزايد عليه.
يستطيع الذكاء الاصطناعي اليوم توليد نصوص طويلة ومفصلة تبدو كأنها مكتوبة بواسطة بشر، الأمر الذي قد يؤثر بشكل كبير على سوق النشر التقليدية وأشكال الأدب المعروفة لدينا. فكيف يمكن للحرفيين العرب الحفاظ على أصالة لغتهم وعاداتهم الفنية وسط موجة هذه التقنيات الجديدة؟ هل سيؤدي الاستخدام المكثف للذكاء الاصطناعي إلى فقدان الجانب البشري الخاص بأعمال الكتابة العربية الأصيلة والتي تعتمد عادة على الخبرة الشخصية والشعور العاطفي والفكر المنمق؟
بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن ملكية حقوق الطبع والنشر للمحتوى المدعم بتكنولوجيا AI. حيث إن بعض الأعمال المشابهة تم إنتاجها باستخدام بيانات تدريب مستمدة بدون إذن مباشر من الكتاب المعروفين أو مجموعات أدبية أخرى. وهذا يشكل تهديدا جادا لأصحاب الحقوق ويضع علامات استفهام حول طرق الحصول الشرعية على المعلومات والموارد الرقمية المستخدمة لتوليد مثل تلك النماذج اللغوية الضخمة.
وعلى الرغم مما سبق ذكره، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي ليس مقتصرا فقط على الإنتاج السلبي للنصوص؛ بل بإمكانه المساهمة بنفع حقيقي خاصة عندما يستخدم كنقطة انطلاق لعملية تأليف أكثر تعاوناً بين الآلة والإنسان. فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدة المؤلفين الشباب بتوفير أفكار وتوجيه نحو موضوعات غير متعارف عليها ضمن حدود ثقافتهم المحلية كما يساعد أيضاً المصابين بصعوبات كتابية بسبب حالات صحية مختلفة وذلك عبر تزويدهم بخيارات أكثر مرونة في بناء الجمل وبالتالي فتح باب جديد لإبداعات فريدة وغير تقليدية تمامًا.
إجمالا، يعد التعامل مع الذكاء الاصطناعي داخل مجال الأدب قضية معقدة ومتعددة الأبعاد تتطلب مراعاة دقيقة لكلتا الجوانب الإنسانية والتكنولوجية حتى نتمكن رسم صورة محايثة لمستقبلٍ عربي يحافظ فيه تراثنا الغني على مكانته وعلى تفاعله المستمر عبر وسائل حديثة.