- صاحب المنشور: بسمة البوخاري
ملخص النقاش:
مع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة مذهلة، فإن تأثيرها على مختلف القطاعات يصبح أكثر بروزًا. أحد المجالات التي قد تتغير بشكل جذري هي قطاع التعليم، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في تحديث طريقة تقديم الدروس وتقييم الطلاب وتحسين تجربة التعلم العامة. هذا المقال يستعرض كيف يمكن أن يؤثر الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة التعليمية، سواء كان ذلك عبر خلق فرص جديدة أو إعادة تشكيل الأدوار الحالية للمعلمين وأخصائيي التدريس المساعدين.
١ - تعزيز الوصول إلى تعليم عالي الجودة:
يمكن للذكاء الاصطناعي توسيع نطاق الفرص أمام طلاب يعيشون في المناطق النائية أو الذين لم يكن بإمكانهم الحصول سابقاً على موارد تعليم عالية المستوى بسبب عوامل مثل التكاليف المرتفعة لوسائل الاتصال الحديثة والإمكانات غير الكافية للأجهزة المحلية. من خلال توظيف تكنولوجيا الواقع الافتراضي والمعزز المدعومة بالذكاء الاصطناعي, سيستطيع المعلمون إنشاء بيئات تعلم غامرة ومليئة بالتفاعلات وجذابة بصريا بطريقة فريدة وغير مسبوقة. كما يمكن لاستخدام أدوات التقييم الآلي والمصححة ذاتيا بناءً علي خوارزميات ذكية تحليل بيانات الاختبار لتوفير ردود فورية وبناءة لكل طالب مما يساعد المعلمين أيضا بتحديد نقاط ضعف قوتهم لمساعدة أكبر عدد منهم مبتكر ومتنوع.
٢ - مساندة المعلمين وتهيئة بيئة عمل صحية لهم:
يبقى دور المعلم الأساسي هو إلهام وتوجيه الطالب نحو رحلته المعرفية والتأكد من حصول جميع الأفراد ضمن الصف لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة حسب قدرات كل واحد منهم وقدراته الفردية وكذلك مهارات التواصل لديه ورغبته الذاتية للإنجاز الأكاديمي . لكن اليوم هناك حاجة ملحة للتخفيف الضغط الغير ضروري الذي يتحمله الكثيرون ممن يعملون بهذا المجال خصوصا عند المواجهة لأعداد كبيرة جدّا من الطلبة الوافدين إلي المدارس حديثا مثلا ؛ هنا يأتي العون اللازم بمساعدة البرمجيات المتقدمة والتي تعمل بنظام الذكاء الصناعي ومن شأنها القيام بمراجعة دفاتر أعمال المنزل وإرشاد الطلبة حول حلول المشاكل المختلفة بالإضافة لإرسال التنبيهات الخاصة بالمواعيد النهائية للاستحقاقات الدراسية وماشابه ذلك مما يسمح بذلك بقضاء وقت أقل بكثير مقارنة بالسابق فيما يشغل الجانب الإداري الشؤون العملية لمنصب التربية والتعليم ويتفرغ عوضا عنه للاستمرارية ببث الطاقة والحماس لدى جموع أبنائنا الأعزاء أثناء شرح المحتويات النظرية والشرح العملي كذلك.
٣ - تطوير القدرات البشرية والاستثمار بها:
في حين تقدمت العديد من التقنيات مؤخراً فقد ظلت العلاقات الإنسانية أساس نجاح المؤسسات التعليمية بغض النظر عمّا وصلت له التحولات الرقمية حالياً؛ ولكن استخدام آليات الذكاء الصناعي ليس منافسا بل مكمل لما تقوم به العنصر البشري داخل المجتمع العلمي الحديث إذ يساهم بزيادة كفاءة سير الأمور المنظمة داخليا وخارجيا مع ضمان وجود ارتباط وثيق بين أفراد فرق العمل الأساسي داخل هذه البيئة التعليمية الرائدة مستقبلاً. لذلك ينبغي التركيز أكثر على تدريب الموظفين الحاليين ليندمجوا بسلاسة داخل نظام جديد قائم علي استخداماتها واست