- صاحب المنشور: إبتهال بن القاضي
ملخص النقاش:
في عصرنا الحديث، يواجه العديد من المسلمين تحديًا كبيرًا يتمثل في محاولة تحقيق توازن بين فهمهم للدين الإسلامي وفلسفته العلمانية. هذا الموضوع مثير للجدل بشكل خاص نظرًا للاصطدام المتصور الذي قد يحدث بين تعاليم الإسلام الحكيمة والمعرفة العلمية الحديثة. ومع ذلك، فإن النظر إلى الأمور بعناية سوف يكشف عن أرض مشتركة ضخمة حيث يمكن للتبادلات الفكرية الهادفة أن تفتح آفاقا جديدة لفهم كلتا المنظمتين.
جذور الخلاف الظاهر
غالبًا ما يُعتبر وجود خلاف بين الإيمان والعلم نتيجة ظاهرة "العلم الزائف" أو سوء التطبيق لتعاليم الدين. على سبيل المثال، كانت هناك حالات تاريخية حيث تم تفسير بعض نصوص القرآن الكريم والأحاديث بطريقة خاطئة لتعارض مع الاكتشافات العلمية الجديدة. ولكن عند التحليل الدقيق لهذه المواقف، يتضح أنها ترتبط أكثر بكيفية تفسير البشر للنصوص وليس بتناقضها الداخلي. إن القراءات العميقة لنصوص الكتاب المقدس تكشف عن نهج شمولي ومبني على الرأي يؤكد أهمية المعرفة والإبداع البشري كأدوات لفهم العالم الطبيعي.
التأكيد على التعايش والتكامل
يشدد الإسلام بقوة شديدة على البحث المعرفي المستمر والاستفادة من جميع الأدوات المتاحة للإنسان لتحسين حياة المجتمع والدفع نحو ازدهار الإنسانية عموما. كما ذكر الله تعالى في سورة آل عمران الآية 191: "
إن تعريف العلاقة التي تجمع بين العلم وأصول الدين الاسلامي تتطلب منهجا شاملا يحترم ديناميكيتها ويستوعب نطاق واسع من الأفكار والقضايا الشائكة المحتملة. ومن المهم الاعتراف بأن أي تصورات للتحيز ضد العلم نشأت غالبا بسبب عدم وجود فهما كاملا لحقيقة موقف الإسلام الأصيل مما يعني أنه ليس هنالك تناقضا حقيقي بل هو مجرد فشل متواصل لرسم صورة واقعية للعلاقات الموجودة بالفعل منذ القدم ولم تخالجها الفتن حتى وقت قريب نسبياً مقارنة بتاريخ امتداد الدعوة الاسلامية حول الكرة الأرضية. لذلك، الطريقة المثلى لاستعادة الانسجام هي نشر وتعزيز الثقافة الإسلامية الواسعة المفتوحة الذهن والمقبلة للأبحاث العلمية بشرط اتباع الضوابط الشرعية فيما يخص استخدام نتائج تلك الأبحاث وذلك بهدف تقوية واستخدام المعنى الحقيقي للسلوك التديني ضمن المجتمعات المتحضرة ذات الأسس العلمية الراسخة أيضا والتي تسعى دوماً للمزيد من الاستكشاف والنماء لمصلحة الإنسان جمعاء .