يمكن للمسلم أخذ النحل إذا وجده بلا معرفة مالكه الأصلي، سواء كان موجوداً في أرض محاطة أو غيرها. ومع ذلك، يجب احترام حقوق الآخرين وعدم تجاوز الحدود، فعلى سبيل المثال، لا يمكن المرء صعود شجرة شخص آخر للوصول إليها دون إذنه. أما بالنسبة للعسل المنتج من هذه النحل، فقد اختلفت آراء الفقهاء حول ملكيته. حيث ترى بعض المذاهب أن العسل ليس ملكاً لأصحاب الأرض التي انتجت النحل عليها إلا إذا قاموا بتجهيز المكان خصيصاً لتلك النحل. بينما هناك مدارس فقهية أخرى تعتقد بأن صاحب الأرض يمتلك العسل أيضًا بناءً على كون الأرض مصدر إنتاجه.
في حالة فرار النحل من مالكها، يجوز استخدام المصائد لاسترجاعها بشرط عدم قرب الموقع من مواقع تجمع نحل الآخرين. يتم تسليم أي نحل مُستعادة إلى صاحبها الأصلي إن أمكن التعرف عليها وتمييزها، وإلا تصبح ملكاً لمن استعادتها وفق القانون الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، يشجع الدين الإسلامي إعادة الأموال المستردة لحق أصحابها الأصلية قبل الاستفادة الشخصية عند القدرة العملية لذلك.
ومن الجدير بالذكر أيضاً التحريم العام لإعداد صناديق النحل بالقرب من مخازن نحل الأشخاص الآخرين بهدف جذب نحلهم فيما يعرف "بمصيدة"، فهذا العمل ممنوع ومضر اجتماعياً واقتصادياً.
ختاماً، توضح هذه الفتوى أهمية التفريق بين حق الإنسان الطبيعي في البحث عن مورد رزقه وحماية المقدرات العامة للأفراد والمجتمع بما يحقق العدالة الاجتماعية والتكامل الاقتصادي ضمن حدود الشريعة الإسلامية.
