- صاحب المنشور: ضحى العروسي
ملخص النقاش:
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، يبرز سؤال هام يتعلق بمستقبل هذه التقنية وتأثيرها على المجتمع. إن التفاعل بين الابتكار والتكنولوجي والإنسانية يستدعي محادثات بناءة ومفصلة بشأن تدابير الضبط الأخلاقي لمسارات تطوير الذكاء الاصطناعي. لقد حظيت موضوعات مثل الشفافية، العدل، الأمان، والخصوصية باهتمام كبير وسط مخاوف تتعلق بالقدرة على التحكم وضمان عدم تحول هذا القطاع إلى أداة تضر بالأفراد والمجتمع ككل.
تعدّ قضايا العدالة أحد أهم المحاور التي تستحق المناقشة. فالبيانات المستخدمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي قد تعكس وتحفظ الاختلافات الموجودة في بيانات التدريب الأولية. إذا لم يتم معالجة القضايا المتعلقة بالتحيّز واستخدام نماذج غير موثوق بها أثناء تصميم البرامج، فقد يؤدي ذلك إلى تكريس أشكال من الظلم وأوجه عدم المساواة الحالية، بل ربما خلق أخرى جديدة تمامًا. ومن ثم فمن الضروري وضع سياسات وتدابير لضمان عدالة النظام وعدم تمييزه ضد أي مجموعة معينة من الناس؛ حيث ينبغي للشركات المصنِّعة للأنظمة المعتمدة على التعلم الآلي العمل بتعاون وثيق مع الخبراء الأكاديميين والقانونيين وغيرهم ذوي العلاقة لتحقيق تلك الغاية المنشودة بعيداً عن حرْف مسار الأمور نحو الأسوأ دوماً.
بالإضافة لما سبق وذكرناه سالفاً، فإن أمرَ شَغَل بال الكثيرين أيضاً هو ناحيتي الوضوح والأمان فيما له علاقة بكيفية عمل خوارزميات تعلم الآلة وكيف يمكن فهم قراراتها؟ وهذا بدوره يقودُ بنا مباشرة لحاجة ماسّة ملحة تتمثل بإشراك الجمهور والحكومات والشركاء الرئيسيون الآخرون بنقاش مفتوح وجريء لإرساء الثقة المرجوَّة لدى جميع الأطراف ذات العلاقة بهذا المجال الحيوي الفتَّان المستقبلي الواعد! وبالتالي ستكون هناك حاجة لاتخاذ تدابير تشريعية صارمة للتأكّد من قدرتها الكافية لرصد المخالفات المحتملة واتخاذ الإجراءات اللازمة عند حدوث أي انتهاكات خطرة تهدد سلامتهم العامة أو سلامتهم الشخصية بصورةٍ مباشِرة.
وفي نهاية المطاف، يأتي دور المسؤولية الإجتماعية للأفراد أيضًا عندما يتعلق الأمر باستخدام تكنولوجيا الذكاء الصناعي بطريقة مستدامة وآمنة اجتماعياً أخلاقيا كذلك بالإضافة للمساهمة الفاعلة لبناء مجتمع رقمي قائمٌعلى مبادئ مشتركة تساهم فعليا بحماية حقوق الأفراد والجماعات المختلفة. لذلك فلابد لنا كمستخدمين لهذه التقنيات الجديدة إدراك كامل لدورنا كجزء مكمل لهذا المشهد الكبير الذي يشهد ولادة عصر جديد مليء بالإمكانيات الرائعة ولكنه أيضا يحمل ضمن ثناياه العديد ممن التحديات والمخاطر المحتملة مما يتطلب اليقظة الدائمة والسعي الدؤوب للحفاظ عليها تحت مظلة القانون والعقلانية المثلى طوال الوقت بلا استثناء.