- صاحب المنشور: بهاء الأندلسي
ملخص النقاش:
الذكاء الاصطناعي يشهد تحولًا ثوريًا في مجالات عدة، ومن بينها قطاع التعليم. حيث يوفر أدوات وموارد تهدف إلى تحقيق العدالة في الحصول على التعلم وتسهيل العملية لنطاق واسع من الأشخاص حول العالم. يمكن لهذه التقنية الحديثة تقليص الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية والمساهمة في نشر المعرفة للجميع بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الظروف الاقتصادية.
تُبنى بعض الأدوات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي لتعليم الأطفال الصغار اللغة الأم والإنجليزية. هذه البرامج التفاعلية تعتمد على الآلات لتوفير تجربة تعليمية مُخصّصة لكل طالب بناءً على مستواه الحالي واحتياجات التعلم الخاصة به. مثل "Duolingo for Schools"، الذي يستخدم تقنيات تعلم الآلة لفهم مدى فهم الطالب وإرشاده نحو المحتوى المناسب له لينمو ويطور مهاراته اللغوية. كذلك فإن برامج أخرى تساعد طلاب المدارس الابتدائية ومعلميهم بتقييم مستوى القراءة لدى الطلاب باستخدام نماذج الكلام المتدرجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تقوم بسرد قصة بصوت عالٍ ثم تقدير مستوي قراءة كل طالب ومدى قدرته على متابعتها وفهم معانيها. يساعد هذا التحليل الدقيق للمعلم على تحديد نقاط قوة وضعف كل طالب وإنشاء خطة دراسية شخصية لتحسين قدرات الطلبة بشكل عام داخل الفصل الدراسي.
بالإضافة لذلك، تساهم خدمات التوجيه الأكاديمي عبر الإنترنت مدعومة أيضا بطرق وأساليب ذكية في توجيه المقبلين الجامعيين لاتخاذ القرار الأمثل بشأن تخصصاتهم وبناء مشوارهم المهني وفقا لميولهم وقدراتهم العلمية. تعمل هذه الخدمات كمرشد شخصي يُجري مقابلات رقمية شاملة مع الشباب الراغبين باختيار مسار حياتهم المستقبلي بعد الثانوية العامة لمساعدتهم على اختيار المجال الأنسب لهم والذي يتوافق مع اهتماماتهم ورغباتهم الشخصية والتوقعات السوقية أيضًا مما يعزز فرص نجاحهم مستقبلآ سواء أكملوا دراستهم العليا أم بدأوا العمل مباشرة عقب إنهائهم مرحلة التعليم الأساسية.
وفي مجال التعليم العالي نفسه, تلعب تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي دوراً محوراً جديداً فيما يتعلق بمناهج التدريس وطرائقه؛ حيث توفر آليات فعالة للتواصل بين المحاضرين والمتعلمين وتمكن الأخيرين من الحصول على ردود فعل مفيدة ومفصلة حول أدائهم خلال الامتحانات والمناقشات والحوارات الإلكترونية المتعددة الأوجه ضمن بيئات افتراضية غامرة تُحفز مشاركة جميع أفراد المجتمع الأكاديمي وتعزز شعور الانتماء والاندماج وسط مجموعاته المختلفة ذات الخلفيات الثقافية المنوعة. بالإضافة لصناعة محتوى جذاب وغير تقليدي يناسب مختلف أشكال وأنواع التعلم الإنسانية ويتيح استيعابه بلغات متعددة حسب الاحتياجات الفعلية لمنظومات التربية العالمية عامة وفي الدول العربية خصوصًا نظرا لشحه نسبة انتشار لغات رسمية غير الانجليزية مقارنة بباقي دول العالم الغربي مثلاً.
كما تقدم حلول اخرى قائمة علي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الحلول الذكية للسلوك العنيف والجريمي داخل المؤسسات التعليمية الحكومية والأهلية وذلك باتباع نهج مبتكر ومتكامل يقوم برصد وتحليل بيانات دقيق لحركة الروابط الاجتماعية والمشاعر المكتسبة والسلوكات اليومية للأطراف المعنية بالموضوع واتخاد اجراءات وقائية وقانونية مناسبة قبل تفاقم الوضع واستفحاله ولجوء الاطفال الي ارتكاب جرائم مخلة أخلاقياً وأنسانياً وعقابهم عقوبات رادعة لاحقا تضر بهم أكثر ممّا نفعت مجتمعاتهم الصغيرة والكبيرة حولهـم . بالتالي يساعد ذلك فى خلق جوامن الآمان والاستقرار النفسي والمعرفي