- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يُشكل التعليم أحد الركائز الأساسية التي تُبنى عليها المجتمعات المتطورة والمستدامة. وفي ظل هذا السياق، يأتي دور الدين في تشكيل منهجه الخاص الذي يُعنى بتنمية الفرد والجماعة على حد سواء. يدعو الإسلام إلى تعزيز المعرفة والفكر الحر ضمن حدود شرعية وأخلاقية واضحة، مما يساهم في بناء مجتمع متماسك ومتعلم. سنلقي نظرة فاحصة حول كيف يمكن للإسلام أن يشكل دعوة شاملة نحو تحقيق التكامل المعرفي والأخلاقي لكل أفراد المجتمع.
الجذور التاريخية
في العصور الإسلامية الأولى، شهدت حضارة المسلمين ازدهادا علميا وفكريا غير مسبوق، حيث كانت جامعة الزيتونة والمسجد الجامع ومدرسة الرشيد من أهم مؤسسات التعليم في ذلك الوقت. كانت هذه المؤسسات تتبع نظام تدريس يجمع بين علوم الدين والعلمانية ويتناول كل جوانب الحياة اليومية للمسلمين آنذاك. وقد أكدت كتب مثل "أصول الدين" لابن حزم الأندلسي على الدور المحوري للعقل والمعرفة في فهم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. كما دعا ابن خلدون -مؤرخ القرن الرابع عشر- إلى أهمية البحث العلمي والاستقصاء المنظم بغرض الوصول لحقيقة مطلقة.
قيم وأخلاقيات التعلم في الإسلام
يستمد الإسلام قيمه وأخلاقيات التعلم من كتاب الله تعالى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ومن أبرز تلك القيم نذكر طلب العلم فريضة على كل مسلم/مسلمة، وجواز الاستفادة من خبرات الآخرين مهما كانوا دينهم أو عرقهم أو جنسهم طالما لم يتعارض مع مقاصد الشرع الحنيف. وكذلك الحث المستمر للسؤال والإبداع والنظر فيما خلق الله سبحانه وتعالى. يقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». ويضيف أيضا حديث آخر بأن «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة.»[1] بالإضافة لذلك، يؤكد الإسلام على أهمية الموضوعية والعدالة في تبادل الأفكار والآراء، حيث يعاقب كلا الطرفين إذا قام أحدهم بنشر أخبار زائفة ضد خصمه.[2] وبالتالي فإن الحوار البنّاء المبني على أدلة واقعية واحترام المخالف هو أساس العملية التعليمية عند المسلم.
منظومة تعليمية مستمدة من المبادئ الإسلامية
لتطبيق النهج التربوي الإسلامي بإيجاز، يجب الانتباه لنقاط رئيسية منها:
* التوازن: يتمثل التوازن هنا بتقديم مجموعة متكاملة ومتنوعة من المواد الدراسية تغطي المجالات المختلفة كالعلوم الاجتماعية، والطبيعة، والدينية وغيرها. وهذا يساعد طلابنا الكرام على النظر للحياة بطريقة شمولية تساعدهم لاتخاذ قرارات مصيرية مستقبلية.
*
على سبيل المثال:
يمكن دمج دراسة الطبيعة والكيمياء مع المواضيع الأخلاقية لتأسيس رؤية فلس