- صاحب المنشور: خطاب الجزائري
ملخص النقاش:
استحوذت التكنولوجيا على كل جوانب الحياة الحديثة، وأزاحت نفسها إلى مركز اهتمام عالم التربية والتعليم. يأتي الذكاء الاصطناعي كأحدث هذه الثورات التقنية التي تقدم مجموعة متنوعة من الفرص والتحديات للمجتمع الأكاديمي. يعتبر البعض هذا التحوّل تحولاً ثورياً سيغير مجرى العملية التعلمية، بينما تخشى الأطراف الأخرى من استبدال المعلّم البشري والآثار المحتملة على المجتمع الأكاديمي بطريقة عامة. سنستعرض هنا كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكمل جهود المعلمين ويحسن من جودة التدريس، بالإضافة لمناقشة المخاوف المتعلقة بتبنيه وتطبيقه.
**فرص توفير معايير تعليم أفضل**
- تخصيص التعلم: يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تجربة تعلم شخصية لكل طالب بناءً على نقاط القوة والمواضع الضعيفة الفردية الخاصة بهم. تُعد الاستجابة للأسلوب الشخصي ليتناسب باحتياجات الطالب واحتمالات نجاحه أمرًا حاسمًا لتلبية الطموحات التعليمية وتحفيزه للاستمرار في التجريب والابتكار داخل بيئة الفصل الدراسي. كما تساهم قابلية تطبيق مفهوم "التعلم الذي يقوده الطلاب" بكفاءة أعلى عندما يتوفر نظام ذكي يساعد أثناء عملية التنفيذ مثل توضيح المفاهيم الأساسية أو اقتراح مثال يُبرز التطبيق العملي لفكرة ما وما شابه ذلك مما يدعم فهمهم لها وإتقانها لاحقاً. فمثلاً قد يقوم البرنامج بإعطاء مراجع قصيرة أو تحديثات مستمرة بالمعلومات الجديدة حول الموضوع الحالي وبالتالي فهو يشجع طلب العلم بنفسه باستمرار وهذا يؤدي لأثر طويل المدى حيث يستمر حرصه وشغفه الجديد بالتعلّم حتى خارج نطاق الصفوف النظرية التقليدية الجامعية مثلا حينما يرغب بمزيدٍ من البحث الذاتى عقب دراسته لنفس المجال المهني متخصصاً به فيما بعدُ .
- مساعدة واسعة الانتشار: يعد الوصول الواسع للنظم التعليمية الحديثة أحد أكبر مزايا استخدام تقنيات الذكاء الصناعى الحديث حيث أصبح بالإمكان الآن توصيل المعلومات والمعارف للمدارس النائية وعدم فقدان اي فرصة فريدة للحصول عليها بسبب المسافة الجغرافية بين موقع المحاضر ومقر متابعة الأمر وذلك عبر بث الدروس عبر وسائل التواصل المختلفة كالشبكات العنكبوتية وغيرها الكثير مما فتح مجال رحيب أمام الجميع ممن كانوا محرومين سابقاً لأسباب مختلفة منها ضعف الدخل المنزلى وضعف البنى التحتية المرتبطة بها والتي عادة ماتكون موجودة أكثر انتشاراً بالمراكز الحضرية مقارنة بقصور الخدمات العامة المغرق في مناطق الريف والأرياف وبالتالي فإن تلك الخطوات تعمل بدون شك كمفاتيح تساهم بخلق مجتمع معرفي شامل قادر على مواصلة العطاء المستقبلي بغض النظرعن ظروف نشأته الشخصية الأولية.
- أدوات تشخيص وتقييم دقيقة: تساعد خوارزميات التعلم الآلي المطور حاليًا فريق معلمينا الأعزاء كثيرًا بشأن قياس مدى تطابق آليات تعليمهم لمايتمتع به طلابهم وفق شخصياتهم وقدراتهم العقلية والإدراكية والفكرية إذ أنها تستطيع تحديد مستوى المهارات الأساسية لديهم ومعرفة نواحي