- صاحب المنشور: إسماعيل بن فضيل
ملخص النقاش:
يتزايد الاعتماد العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ بهدف تحقيق التوازن بين الإنجازات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية التي تؤدي إلى نمو مستدام. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعمل كمُحسِّن قوي للتخطيط الاستراتيجي وتقييم الأثر البيئي واتخاذ القرارات المدروسة للمجتمعات المحلية والشركات والمؤسسات الحكومية، مما يسمح ببناء نظام أكثر مرونة واستدامة للأجيال القادمة.
في البداية، يعد تصميم حلول فعالة باستخدام نماذج التعلم الآلي إحدى طرق دمج الذكاء الصناعي في خطط التنمية المستدامة. فمثلاً، تستطيع هذه الحلول تحليل البيانات الضخمة لتحديد الأنماط والتوقعات المتعلقة بالتغيرات المناخية والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية مثل المياه والأراضي الزراعية. وهذا بدوره يساعد في وضع السياسات والإجراءات اللازمة لحماية البيئة وتعزيز كفاءتها الإنتاجية.
بالإضافة لذلك، تساهم الروبوتات الذكية برصد ومتابعة المشاريع الخاصة بالتنمية المستدامة؛ حيث تعمل تلك التقنية الدقيقة بتوفير بيانات دقيقة وموثوق بها حول مدى تقدم الأعمال المختلفة ومدى امتثالها لمعايير السلامة والضمان الجودة المعتمدة دولياً. كما تلعب الوظيفة الرقابية دوراً حيويا في الحد من مخاطر الانهيار الفني أو البيئي الناجمة عن سوء إدارة العمليات.
لا يقتصر دور الذكاء الاصطناعي هنا فحسب، بل يتجاوزه لإعادة تدوير وإصلاح المنتجات المعاد استخدامها بإشراف آلات ذكية قادرة على إجراء تقييم حالة المنتج وعمل قائمة بمواد إعادة التصنيع الملائمة له بكفاءة عالية. وبذلك فإن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تساعد أيضاً في خلق اقتصاد دائري يعزز جهود إعادة التدوير والتجديد داخل المجتمعات البشرية.
أخيرا وليس آخرا، يفتح المجال واسعا أمام البحث العلمي لغرس قيم أخلاقية وأخلاقيات مهنة عند تطوير وصياغة بروتوكولات عمل خاصة بأنظمة الحوسبة الحديثة. وذلك عبر ضمان عدم انتهاك خصوصية الأفراد أثناء جمع وتحليل المعلومات المرتبطة بهم والتي قد تكون حساسة بطبيعتها. بالتالي يتمتع المستخدم بشعور بالأمان والثقة بالنظام الجديد الذي يستعمل الذكاء الاصطناعي كأساس لدعم مسار حياته اليومية نحو بناء مجتمع أفضل يؤمن بغد أكثر استقرارا وازدهارا.