- صاحب المنشور: خديجة الديب
ملخص النقاش:
في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، يبرز تساؤل مهم حول كيفية تحقيق توازن بين استخدام التقنيات الحديثة والحفاظ على القيم الأخلاقية والدينية. تُعتبر هذه المسألة حاسمة خاصة بالنسبة للمجتمع الإسلامي الذي يؤكد على أهمية التقوى والأخلاق الحميدة في جميع جوانب الحياة اليومية. هذا المقال يستكشف دور الدين، وبالتحديد الإسلام، في توجيه استعمالنا للتكنولوجيا بطريقة آمنة ومفيدة تتماشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية.
التكنولوجيا كأداة: الفرص والمخاطر
تُعدّ التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من واقعنا المعاصر؛ حيث تُسهّل الاتصال العالمي، وتعزز الابتكار والإبداع، وتمهد الطريق أمام الاكتشافات العلمية الجديدة. ولكن رغم فوائدها الواضحة، فإن لها أيضًا مخاطر محتملة إذا لم يتم التعامل معها بحذر وفهم عميق لأبعادها الروحية والأخلاقية. يمكن لتطبيقات التواصل الاجتماعي وألعاب الفيديو مثلاً جذب المستخدمين لفترات طويلة قد تؤثر سلباً على عبادتهم وواجباتهم المنزلية الأخرى. كما يمكن أيضاً أن تصبح أدوات مثل الذكاء الاصطناعي مصدر قلق بشأن خصوصيتنا واحترام حقوق الإنسان إذا لم تكن مصممة وفق مبادئ أخلاقية صارمة.
الدور المحوري للإسلام في توجيه الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا
يدعو الإسلام إلى توخي الحكمة والمعرفة عند استخدام أي شيء يُبتكر أو ينتج. ينصح القرآن الكريم بالتفكير العميق والاستدلال المنطقي قبل اتخاذ القرارات التي تتعلق بالحياة الفردية والجماعية. بالإضافة لذلك، يشجع الإسلام البحث العلمي باعتباره طريقاً لحل المشاكل الإنسانية وتحسين الظروف المعيشية. يقول تعالى: "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ" [العلق]. تشدد نصوص الحديث النبوي أيضا على ضرورة احترام الآخرين واستخدام الأدوات المتاحة لتحقيق الخير العام وليس الضرر الشخصي فقط.
مبادئ توجيهية للاستخدام المسؤول للتكنولوجيا بناءً على تعاليم الإسلام
- النوايا الصافية: تأكيد نوايا نبيلة وخالية من الأنانية أثناء الانخراط في تطوير وصناعة تقنية جديدة. فعلى سبيل المثال، إن تصميم منتجات قائمة على خدمة المجتمع ويمكن الوصول إليها للجميع يدعم مساعي العدالة الاجتماعية ويعكس روح الإيثار التي يؤمن بها الإسلام.
- الحفاظ على الوقت: تنظيم استخدام الوقت بعناية مما يساهم في إنجاز الأعمال المقدسة مثل الصلاة والعبادات الأخرى بدون انقطاع بسبب عوامل خارجية مثل التنبيهات غير المهمة عبر وسائل الإعلام المختلفة.
- تحمل المسؤولية: الاعتراف بأن لكل فعل نتيجة متوقعة وعلى المرء تحمل مسؤوليتها كاملة سواء كانت إيجابية أم سلبية تجاه نفسه وجيرانه والمحيط بأكمله الذي يعيش به. وهذا يعني اختيار المحتويات المناسبة عبر الإنترنت والتي تحترم قواعد الآداب العامة والقوانين الشرعية ذات الصلة.
- البحث المستمر: مواصلة تعلم كل ماهو جديد ضمن مجالات مختلفة بغرض فهم أفضل لما يقوده العالم نحو مستقبل مشرق يحافظ على هويتنا الثقافية ويخدم قضايانا الملحة كمسلمين ملتزمين بتعاليم ديننا الأصيل.
بعبارة موجزة، يعد وجود رغبة صادقة في الجمع بين الدين والعلم أمر حيوي للحصول على مزايا التحول الرقمي بينما نتجنب المخاطر المرتبطة بانحداره السلبي المحتمل تحت مظلة خفية تقدم نفسها برفاهيته الزائفة لكنها مليئة بمحتويات ضارة بكلا الجسد والنفس سوياً! فلنحافظ دائماً على هدف واحد سام وهو جعل حياتنا أكثر تقوى وقرباً لله عز وجل لأنه أساس سعادتنا الدنيوية والفلاح الآخرية بإذن الله رب العالمين جل