1-هناك مَن اعترض على قناة «إم بي سي» يوم أن أعلنت أن ستبث مسلساً تلفزيونياً في شهر رمضان عن حياة الملك العربي العظيم معاوية بن أبي سفيان والخلاف الذي نشأ بين المسلمين في القرن الأول الهجري. حجة من يرفضون هذا العمل الفني، أنه سيبعث الفتنة من جديد،
2-جديد، مع أن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف سياسي وليس دينياً على الحقيقة، والخلاف السياسي يمكن حله بالنقاش والتفاوض، لا بالتجاهل. معاوية لم يكن مَلك السنة فقط، بل كان مَلك السنة والشيعة في زمانه، أي من يعيشون في مملكته التي اتسعت كثيراً بعد توليه الحكم.
3-كان الرمز للحكم الإسلامي/الدنيوي منذ سنة 40هـ إلى يومنا هذا، فعندما تقرر أن الواجب هو أن يسقط معاوية من الذاكرة فإنك بذلك ترفض كل الأنظمة العربية المَلكية كذلك. لا يمكن أن ترفض حكم معاوية وتقبل بالملكيات، ولا يمكنك أيضاً أن ترفض معاوية دون أن ترفض حكم علي بن ابي طالب.
4-ولا يمكنك أيضاً أن ترفض معاوية دون أن ترفض حكم علي بن أبي طالب لأنه مَلكيّ هو الآخر وهو مَن ورّث الملك لابنه الحسن، سابقاً معاوية في التوريث. الإسلام لا ينطوي على نظام حكم سياسي محدد، بل الحكم أمر من أمور الدنيا التي تُركت للناس.
5-وقد مارس المسلمون كل أنواع المُلك؛ الوراثي والشوري وحكم النخبة والمستبد العادل، وبالتالي لم يأتِ معاوية بشيء من عنده. وهذا ينطبق تماماً على قضية النظام الاقتصادي المحدد، غير الموجود أصلاً في الإسلام.