- صاحب المنشور: سندس العبادي
ملخص النقاش:يشهد العالم اليوم تقدّمًا هائلاً في مجالات التعليم المختلفة، فقد شهدت السنوات الأخيرة ظهور تكنولوجيات تعليمية جديدة ومبتكرة ساهمت في تطوير العملية التعليمية وتحسينها. وفي الوقت الذي نرى فيه هذه التطورات المستمرة في المجال العلمي والمعرفي، يتبادر إلى الذهن سؤال مهم حول كيفية توافق هذه التغيرات مع القيم الإسلامية والأخلاق الإسلامية؟ وكيف يمكن للعلماء المسلمين المساهمة الفعالة في تطور نظام التعليم الحديث بحيث يظل متوافقا مع الشريعة ومتماشيا مع المعايير الأخلاقية والدينية؟
في الإسلام، يُعتبر طلب العلم فريضة على كل مسلم ذكر وأنثى، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". هذا يشمل جميع أنواع العلم والقراءة والبحث سواء كان دينيًا أو علمياً أو تقنياً. ولكن كيف يتم تطبيق هذا الأمر عملياً خاصة عند التعامل مع التقنيات الحديثة التي قد تتضمن عناصر قد تخالف بعض أحكام الشرع؟ وهنا يأتي دور العلماء في توضيح الرؤية وإرشاد المجتمع.
دور العلماء
يلعب علماؤنا دوراً حيوياً للغاية في توجيه وتحديد الحدود فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا في مجال التعليم، وذلك عبر دراسة تأثيرها على القيم الإسلامية ومن ثم تقديم فتاوى واضحة حول مدى ملائمتها للشريعة. فعلى سبيل المثال، عندما ظهر الإنترنت كأداة تعليمية قوية، قام العديد من العلماء بتوجيه واستشارات بشأن الاستخدام الآمن له والابتعاد عن أي محتوى منافٍ لتعاليم الدين الحنيف.
التعاون بين مجتمع العلماء والمجتمع المدني
يتطلب الوضع الحالي تعاون مستمر وبناء بين عالم الاجتماع والفقه لمناقشة تحديات وفوائد النظام التعليمي الجديد. إن التواصل المفتوح والحوار الهادف سيسمحان بفهم أفضل لكلا الطرفين واحترام وجهات نظر الآخر مما يؤدي لعرض حلول مناسبة لحفظ الهوية الدينية والثقافية للمجتمع أثناء مواكبة التقدم العالمي.
العوامل الأساسية للحفاظ على الأصالة
- التربية الدينية: تعتبر التربية الدينية جزءا أساسيا من المناهج الدراسية لتذكير الطلاب بالقيم الإسلامية وتعزيز الولاء للدين الاسلامي منذ سن مبكرة.
- التوعية الدائمة: ينبغي تشديد الضوء على أهمية الوعي الدائم بأحكام الشريعة وأثرها المحتمل على استخدام وسائل الاتصال والتواصل الجديدة.
- ضبط النفس: يجب التأكيد باستمرار على ضرورة ضبط النفس وتمييز الأمور الجائزة وغير الجائزة وفقا للشريعة الإسلامية.
وفي النهاية، فإن تحقيق توازن فعال بين تقدم التعليم وإنكار مفاهيم الانحراف الديني يتطلب بذل جهد مشترك من قبل الجميع - طلاب وعلمانيّون و