- صاحب المنشور: نعيمة بن منصور
ملخص النقاش:
يشهد العالم اليوم تقدمًا هائلاً في مجال التكنولوجيا التي غدت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. وعلى الرغم مما توفره هذه التقنية الحديثة من وسائل راحة وتسهيل للمهام، إلا أنها قد تترتب عليها تداعيات وآثار سلبية خاصة على فئة الشباب الذين باتوا أكثر عرضة لآثارها المباشرة وغير المباشرة. وفي هذا السياق، يكتسب موضوع "تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية للشباب" أهميته المتزايدة باعتبار أنه مسألة تستحق الدراسة والبحث والتركيز نظراً لتداعياتها الواسعة النطاق والتي تهدد مستقبل أجيال قادمة.
تعد شبكة الإنترنت والأجهزة الرقمية أدوات ذات طابع ثنائي؛ حيث يمكن استخدامهما بطريقة صحية بناءة أو غير ذلك ضارّة ومضرّة حسب كيفية استخدامها واستغلالها. ومن منظور علمي وبحثي، فقد أثبتت العديد من الدراسات وجود روابط وثيقة بين الإفراط في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية المختلفة وأمراض نفسية مثل الاكتآب والقلق واضطرابات النوم والتشتت الذهني وضعف التركيز وانخفاض المهارات الاجتماعية والشعور بالوحدة والعزلة وصعوبات الاتصال الحقيقي بين الأشخاص إضافة إلى خطر تعاطي المواد المخدرة والسلوك العدواني والميول الانتحارية لدى البعض منهم.
ويعود سبب تلك المشاكل إلى عدة عوامل رئيسية تتعلق باستخدام الشبكات العنكبوتية كوسيلة للتهرب والاسترخاء بعيداًعن الواقع المعاش وللتلافي الشعوري لحالات الضغط النفسي والجسدى الناجمة عن تحديات الحياة وضغوطاتها اليوميه وكذلك لإثارة مشاعر المغامرة والإثارة لديهم نتيجة مشاهدة محتوى يحمل دلالات جنسية وتحريضيه وهو أمر يؤدي بدوره الى نتائج وخيمة كالاحباط وفقدان الثقه بالنفس وانتشار الشائعات الكاذبة والمعارف المغلوطة بالإضافة لاحتمالية تعرضهم للإدمان عبر الانترنت والذي يتمثل بصرف الكثيرمن الوقت امام الشاشة بغرض البحث المتواصل عن المعلومات الجديدة والمواد المحببة لهم سواء كانت صورأو مقطع فيديوهاتوصورا فوتغرافيا وما شابه ذالك مما يعيق فرص توطيد العلاقات الفعلية داخل المجتمع المحيط بهم ويتسبب بانقطاعات متكرره عن العبادات الدينية كذلك .
وفي المقابل فإن هناك آثار ايجابيه للتكنولوجيا حيث تشجع طرق التواصل الاجتماعي والثقافي وتعزز الفرصة أمام الأفراد لاستخدام انظمة التعليم الافتراضي واسلوب تعلم الذات فضلًا عما تقدمه خدمات رعاية صحية متنوعه منها الاستشارة الطبيةعن بعد وهذا يساعد عملائها ممن هم بحاجة ماسة لهذه الخدمات المتاحة دوماً بلا حدود زمانيه او مكانيه ،هذا وينصح الخبراء باستثمار مزايا تكنولوجيات حديثة بإطار حضاري ومتوازنة بحيث تحافظ علي الصحة الجسديه والنفسيه للأطفال والمراهقين وكبارالسنه أيضا وذلك بتحديد مدي فعاليتها بالممارسات العمليه يوميا وليس مجرد النظرنظريا لها وإنما ضرورة الأخذ بأسباب الوقاية والحماية قبل وقوع كارثه تؤثر سلبيّاعلى سلامتهم البدنيه والعقلانيه المستقبليه .
ختاما فان واقع حال مجتمعاتنا العربية يشكل حالة فريده فالبعض يستغل تقنيات مبتكرة لتحقيق مكتسبات مادية معنوية بينما يجني آخرون خسائر جمّة بسبب سوء فهم طبيعتها المبنية أساسا حول معلومات موجهه خصيصاً لمنفعة اقتصاديه بكافة مجالات نشاطاته التجاريه والصناعيه وزراعيه وهكذا الدور الكبير الذي تبقى فيه الحكوماتمسؤولية تأمين بيئة رقمي آمنة تخلو من مخاطر التسربه وشرائح سيئة يمكن الوصول إليها بدون قيود سنيه مناسب وإنشاء مراكز متخصصه لمراقبه المحتويات المنشورة اونـلاين بهدف منع انتشار المضمون المؤذي اجتماعيَّا واجتماعيَانيا أيضا .
