بالنسبة لسؤالك الأخوة العزيز، من الناحية الشرعية، العمل في شركات التأمين التجارية ليس جائزا وفقا لما ذكره علماء الدين. شركة مثل شركة التأمين التقليدية تعتبر عقودها مليئة بالغرور وهي بذلك تكون محرمة بموجب تعاليم الاسلام.
العقود التي تؤدي إلى دعم أعمال محظورة أو مشاركة فيها تحمل نفس درجة الذنب والعقاب كما لو كنت أنت الذي يقوم بتلك الأعمال بشكل مباشر. هذا استناداً إلى الحديث النبوي الشريف الذي يؤكد أن "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه".
وعلى الرغم مما قد يبدو عليه الأمر، لا ينبغي الاعتماد على فتاوى العلماء الذين يعرفون بالتساهل في القضايا الدينية. حيث أكد الشيخ النووي بأن التساهل في الفتوى أمر محرم ومثل هؤلاء الأشخاص لا ينبغي استشارتهم.
إذا كنت الآن تعمل بالفعل في هذا النوع من المشاريع، يجب عليك التوقف فورياً. العقد الذي تربطك بالشركة لا يشكل حاجزا أمام الامتناع عن القيام بالأعمال المحرمة. الشركة ملزمة قانونيا بالحفاظ على حقوقك حتى نهاية الفترة الزمنية المنصوص عليها في العقد، ولكنه يجب أن يتم ذلك فقط في أعمال محلية وليست متعلقة بهذا النوع من التأمين.
وأخيراً، المال الذي تستلمه خلال تلك الفترة تحت ظروف كهذه يكون أيضا غير صحيح بحسب القانون الإسلامي. لذلك، الخيار الأمثل لك هو البحث عن فرصة عمل أخرى وتجنب أي نوع من أنواع التعامل مع الأمر المحظور حتى لو كانت ضمن حدود العقود الرسمية.
