- صاحب المنشور: بن عبد الله الصالحي
ملخص النقاش:
يشهد العالم اليوم مخاطر بيئية متفاقمة تتطلب جهوداً جبارة لإحداث تغيير مستدام. يتضح هذا بجلاء من خلال التغيرات المناخية، فقدان التنوع البيولوجي، وتلوث التربة والماء والهواء. يلعب المجتمع المدني دوراً حيويًا في معالجة هذه المشكلات عبر توفير حلول مبتكرة وتعزيز الوعي العام حول أهميتها. يأتي ذلك بناءً على مسؤوليات الأخلاق الإنسانية والإسلامية التي تؤكد على حماية الكوكب ورعايته لأجيال قادمة.
**1. دور المجتمع المدني في رفع مستوى الوعي البيئي**
يتمتع المجتمع المدني بإمكانات هائلة لتعزيز الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية. تستطيع المنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية والدوريات العلمية نشر المعلومات بشكل مباشر للمواطنين بوسائل مثل الحملات الإعلامية والتوجيه التعليمي والفصول الدراسية الجماعية. كما تعمل هذه الجهات على توثيق تأثير الظروف غير المستدامة كفقدان التنوع الحيوي وأضرار الهيدروجين الضبابي. يساعد هذا التنوير الشعوب على تبني عادات وممارسات صديقة للبيئة تساهم بالتالي في تقييم الأثر الحقيقي لهذه القضايا. مثال بارز هنا هو حملات جمع البيانات بشأن تدفق المياه المستخدمة ذاتياً والتي تساعد السلطات التشريعية على وضع قوانين أكثر فعالية لحفظ الموارد الطبيعية.
**2. تشجيع الابتكار وتبنّي الحلول المتجددة**
يسهم المجتمع المدني أيضًا بنشاط في تطوير حلول مبتكرة للاستدامة البيئية. تُعنى العديد من الجمعيات بتطوير تقنيات خضراء صديقة للبيئة وتمويلها وتطبيقها العملي في مختلف المجالات الصناعية والبناء وغيرهما. بالإضافة لذلك، يمكن لتلك الجمعيات دعم الشركات الصغيرة التي تنافس السوق الكبير بمفهوم جديد مبني على إعادة التدوير والاستخدام الأمثل للموارد وبالتالي خلق فرص عمل جديدة قائمة على الاقتصاد الدائري. إن التحالف بين القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية يدعم عملية البحث والتطوير ويضمن تقديم منتجات تلبي حاجات الجمهور بطريقة مسؤولة بيئيا واقتصاديا واجتماعيا.
**3. العمل السياسي لتحقيق السياسات العامة المرنة**
للمجتمع المدني نفوذ كبير في التأثير باتجاه سياسات عامة داعمة لاستراتيجية الاستدامة العالمية. ويتحقق ذلك غالبًا بالمشاركة الفعالة بإعداد المقترحات البرمجية وخلق مجموعات ضغط محددة الهدف وقدراتهم التواصلية المرتبطة بها. ومن أمثلة تلك الأعمال نجاحها الواضح في دفع البلدان نحو توقيع اتفاق باريس عام ٢٠١٥ والذي يجمع دول العالم تحت مظلة موحدة لمكافحة تغير المناخ وتحقيق أهداف مشتركة كالخفض التدريجي لانبعاث الغازات المضرة بالطبيعة والتخطيط الطويل الامد للحفاظ على موارد الطاقة المتوفرة حاليًا للأجيال القادمة والبحث عن بديل لها بأقل قدر ممكن من الأثار الجانبية على الصحة البشرية وصحة الأرض.
**4. الدعوة إلى المساواة الاجتماعية وضمان الحقوق الأساسية**
تلعب مؤسسات المجتمع المدني أيضاً دوراً مهماً بصيانة حقوق الأفراد والجماعات المهمشة الذين قد يسقطون فريسة للتأثيرات السلبيّة الناجمة عن مشاريع اقتصادية أو استصلاح أرض مقيدة بحرفتها التقليدية أو زراعة نباتاتها الأصلية. تتمثل مهمتها هنا في الدفاع عن حق هؤلاء الأشخاص بالحصول على تعويضات مناسبة قبل القيام بأي عمليات توسعة وتنموية محتملة تضر بهم مباشرة وإلى حدوث ارباك اجتماعي وانقسامات