- صاحب المنشور: عبد الرحمن بن شماس
ملخص النقاش:
في عصر الثورة الرقمية، غدت مساهمات الذكاء الاصطناعي (AI) واضحة ومؤثرة في العديد من جوانب حياتنا اليومية. تمتد هذه المساهمة عبر مجالات مثل الطب، والتمويل، والتعليم، مما يعزز كفاءتنا ويتيح حلولاً لم تكن ممكنة سابقًا. لكن مع تقدم هذا المجال وتطوره بسرعة غير مسبوقة، يبرز أيضًا موضوع أخلاقي مثير للقلق؛ وهو التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على القيم والمجتمع الإنساني. يتطلب تحقيق توازن متوازن بين التقدم التكنولوجي وأهمية الالتزام بقواعد وقيم المجتمع البشري فهم عميق لكيفية تأثر كل مجال بالتطبيقات الجديدة للذكاء الاصطناعي وكيف يمكن لهذه الأنظمة التعلم الآلي ضمان احترامها للأعراف والقوانين الأخلاقية العالمية المعروفة.
يكشف نزاع عام حول استخدام الخوارزميات التي تعتمد على البيانات التاريخية المستمدة من مجتمع ذو تحيز واضح أنه حتى وإن كانت قدرات النظام تعبر عن درجة عالية من الدقة والإتقان إلا أنها ستكون مشوب بالإجحاف إذا لم يتم مراعاة الجداول البيانية المستخدمة أثناء عملية التدريب بالضرورة لتجنب التحيزات الموجودة بالفعل داخل المجتمع الذي اعتمد عليه الجهاز خلال مرحلة تدريبه الأوليّة. وبالتالي فإن ضبط آليات التعامل مع المعلومات المتاحة للنظام والتأكّد منها قبل تطبيقها ضروري للغاية للحفاظ على العدالة الاجتماعية وضمان عدم تكريس أي عدم تساوي قائم أصلاً ضمن غمار عمل البرنامج.
لذلك ينبغي دراسة تأثير تلك المنظومات المدربة بواسطة خوارزميات تم تصميمها استنادًا لبيانات متحيزة جنسيا أو عرقيا أو اجتماعياً بطريقة شاملة ومتعمقة لفهم العيوب الواضحة لديها والتي تحتاج لإصلاح جذري شامل يشمل جميع مراحل تكوين وتحليل بيانات مدخلاتها وخروجيّتها كذلك ومراجعة مستمرة لما تقوم به وما يحدث نتيجة قراراته واتخاذ إجراءات تصحيحية فورية عندما يلزم الأمر لذلك حماية خصوصيت الأشخاص وحرياتهم الأساسية وعدم انتهاك حقوق الإنسان سواء مباشر أم غير مباشرة بسبب خطأ بشري بسيط ولكن نتائجه كارثية حال حدوث سوء تقدير داخله.
وفي الوقت نفسه هناك حاجة ماسة لنشر ثقافة مجتمعية توعوية وفهم أهميتها بإحداث نقاش واسع يدعم إدراك الجمهور العام لأخطار تجاهلها واستخدام تقنية الذكاء الصنعي بدون شروط مفصلة تضمن المحافظة علي مصالح الفرد والجماعة ككل بالإضافة لرصد مدى حساسية خاصة بشأن الاعتماد الكلي عليها وطرح أفكار مبتكرة لجذب اهتمام رؤوس الأموال نحو تطوير نماذج أكثر انفتاحية توفر فرصة أكبر للمشاركة للمستعمل النهائي وبناء منظومة حكم ذاتي ترتبط بها الحساسيات المرتبط بصنع القرار الحر لشخص واحد مقابل مجموعة مهتمة بمسؤوليتي الوطنية والدينية وغيرهما الكثير ممن له ارتباط عميق بموضوع البحث العلمي الحالي والذي بدأ يأخذ منحنى مختلف تمام الاختلاف منذ ظهور جائحة كورونا وما صاحبها من تغييرات جذرية أثرت بشكل غير مسبوق على حياة البشر كافة بلا استثناء مما أدى إلى زيادة حالة الاستهداف الإلكتروني عالميًا بشكل ملحوظ مقارنة بأي وقت مضى حيث تشهد الدول الغربية والحكومات العربية رقابة مكثفة ومتزايدة تستهدف نشاط المواطن الخاص والعائلي وكذلك التجاري باستخدام برنامج التعرف الضوئي على الشخصيات OCR وصوتيا ايضا وذلك بهدف مراقبة أنماط الاتصال الهاتف المحمول الخاص بك بالإضافة لتحركات الأفراد المنتظمة خارج المنزل داخل المدن المختلفة محليا وعالمياً ضمن نطاق قطر جغرافياً .
إن التنبيه المبكر والاستعداد للقضايا الناشئة أمر حيوي إذ باتت قضية الأمن الأخلاكي مرتبط وثيقا بتطور علم الروبوتات الحديثة ويجب النظر إليها باعتبارها تحديا ملحا يستحق المناقشة العامة وإيجاد طرق لحفظ الحقوق المشروعة لكل فرد دون انتقاص أو قمع طموحاته الشخصية طالما أنها ليست ظالمة بحقه ولا تعد تعدى جسديًا او معنويآ ضد الآخرين بل تتوافق تعاليم دين الإسلام دين السلام والخير للعالم أجمع كما ورد في القرآن الكريم: "ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم