- صاحب المنشور: عبد الشكور بن الماحي
ملخص النقاش:يُعدّ تعدين الذهب عملية حيوية للاقتصاد العالمي حيث يوفر مصدرًا مهمًا للأرباح ويعزز التنمية المحلية. رغم ذلك، فإن العديد من عمليات التنقيب هذه تشوبها العيوب والمخاطر التي تتجاوز الآثار المالية إلى التأثير البيئي والصحي للمجتمعات المحلية. واحدة من القضايا الرئيسية هي انتشار العمليات الغير مشروعة والتي تفتقر إلى المعايير الأخلاقية والقانونية للحفاظ على البيئة وإدارة المخلفات بطريقة آمنة.
تؤدي عمليات التنقيب غير القانوني عادةً إلى استنزاف موارد الأرض بسرعة أكبر مما يمكن تجديده. هذا يشمل قطع الأشجار، وتدمير التربة، وتمثيل الحياة البرية بسبب استخدام تقنيات ضارة مثل الحرق والتخلص من مخلفات معدنية خطرة. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما تكون المياه سطحية وجوفية عرضة للتلوث عندما يتم رمي مواد مثل الزئبق والسيانيد مباشرة داخلها.
من الناحية الصحية، يتعرض الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من مواقع التنقيب غير الشرعي لمستويات عالية من المواد الكيميائية الضارة. الزئبق المستعمل لتحويل الخام إلى ذهب قابل للاستخدام هو سام للغاية وقد يؤدي التعرض له إلى تلف الدماغ والكلى والأجنة أثناء الحمل. كما قد تحتوي المخلفات المعدنية أيضًا على عناصر أخرى مضرة بصحة الإنسان.
بالإضافة للأضرار البيئية والصحة البشرية، تساهم عمليات التنقيب غير الشرعية أيضا في الفساد السياسي وانتشار الأسلحة والجريمة المنظمة. إن عدم وجود الرقابة والحوكمة المناسبة يغذي السوق السوداء للذهب وينتهك حقوق الملكية الخاصة ويضعف المؤسسات الحكومية.
في الختام، بينما تعتبر الصناعة الثمينة مصدراً رئيسياً للدخل الوطني وأداة لدفع عجلة التنمية، إلا أنها تحتاج لإعادة النظر ومراجعة عميقة فيما يتعلق بكيفية تحقيقها لهذه الأهداف بدون المساس بالناس أو بيئة كوكبنا الذي نعيش فيه اليوم ولكل جيل مستقبلي.