- صاحب المنشور: هالة المجدوب
ملخص النقاش:
إن التحول نحو الطاقة المتجددة يعد خطوة حاسمة تجاه مستقبل أكثر استدامة. ومع ذلك، فإن تحقيق هذا التغيير يتطلب موازنة دقيقة بين فوائد ومخاطر كل من مصادر الطاقة التقليدية والمتجددة. يركز هذا المقال على الآثار الاقتصادية والبيئية والاجتماعية لدمج حلول الطاقة الشمسية وطاقة الرياح جنباً إلى جنب مع الوقود الأحفوري وغيرها من مصادر الطاقة التقليدية.
أولا وقبل كل شيء، توفر مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية العديد من الفوائد البيئية مقارنة بالوقود الأحفوري. فهي تساعد في الحد من الانبعاثات الضارة التي تساهم في تغير المناخ وتلوث الهواء. علاوة على ذلك، تعتبر هذه المصادر غير محدودة ومتاحة عالمياً مما يعزز الأمن الطاقي للدول. لكن تبقى هناك بعض العقبات أمام الانتشار الواسع لمثل تلك المصادر. فعلى سبيل المثال، قد تتسبب تركيبات الألواح الشمسية الكبيرة أو توربينات الرياح بتغيرات جذرية في المشهد الطبيعي والأثر الجمالي لمنطقة ما. بالإضافة لذلك، يمكن لتقنيات تخزين كهرباء متجددة أن تكون مكلفة وصعبة التنفيذ.
وعلى الجانب الآخر، يتمتع الوقود الأحفوري بسجل تاريخي مطرد كمصدر رئيسي للإنتاج الكهربائي العالمي بسبب كفاءته وعدم اعتماديته على الظروف الجوية كما هو الحال بالنسبة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. ولكن تظل عواقبه السلبية بيئيا معروفة وموثقة جيدا. إذ يؤدي احتراق الوقود إلى انبعاث غازات دفيئة تساهم بشكل مباشر في ظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. أيضا، ترتبط عمليات استخراج وانتاج النفط والفحم بمخلفات سامة تؤذي الصحة العامة وتشكل تهديدا لحياة البر والبحر.
ومن أجل تحقيق توازن فعال بين هاتين القطاعين، يُشدد الباحثون والمخططون الاستراتيجيون على ضرورة تطوير بنى تحتية ذكية قادرة على إدارة تدفقات الطاقة المختلفة واستخدامها بحكمة. صحيح أنه مازالت تكاليف إنتاج توليد الطاقة الكهربية عبر موارد نظيفة مرتفعة نسبياً حالياً بالمقارنة بوسائل تقليديه كالغاز الطبيعي مثلاً، الأن هنالك توقعات بأن ينخفض إسعار آلات جمع وأستغلال طاقتي الشمس والرياح بصورة ملحوظ خلال سنوات قليلة قادمة نتيجة تحسن عمليتا التصنيع وتحقيق اقتصادات كثافة التشغيل خاصة وان الدعوات العالمية أصبحت موجهة بقوة لإيقاف استخدام المحروقات العادية والحفاظ علي البيئه . وبالتالي بدأ عدد متزايد من الحكومات والشركات الخاصة باتخاذ قراراتها بناءًا علی رؤيتها طويلة المدى والتي تستند الي الاعتباران السابق الذكر(ecology and economics)معاً بلا خصومة واحدة منهما فوق الأخرى . وفي النهاية ، سيعتمد مستقبلا مجال الطاقة المتعددة الجوانب بشكل كبير علی قدرتنا علي الجمع بين الابتكار العلمي والتخطيط السياسي المبني عل أساس فهم شامل لعلاقة البشر بطبيعتهم المغدقة برعايتها لهم جميع أشكال الحياة المعروفة آنذاك سواء كانت حيوانات ُأو نباتٌآو حتى كائنات مجهريه تناضل باستمرار لبقاء النوع الإنساني نفسه !