- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
يشهد عالمنا اليوم تغيرات ديموغرافية متسارعة أدت إلى زيادة كبيرة في عدد السكان والتحضر. هذه الظاهرة التي يطلق عليها "الزحف العمراني"، غالبًا ما تجد نفسها بلا تخطيط أو تنظيم صحيح، مما يؤدي إلى مجموعة من المشكلات البيئية الخطيرة. هذا النوع من التوسع الحضري يمكن أن يحدث عندما يتخطى نمو المدن حدودها الرسمية بسبب عوامل مثل الضغط على الأراضي والموارد، عدم كفاية الإسكان العام، والتكاليف المرتفعة للإسكان داخل المناطق المأهولة. النتيجة هي مناطق عشوائية وأحياء غير رسمية تكافح من أجل الوصول إلى الخدمات الأساسية وتواجه تحديات بيئية حادة.
إحدى العواقب الرئيسية للزحف العمراني غير المنظم هو فقدان التنوع الحيوي وضغط المساحات الطبيعية. عندما تتمدد الأحياء الجديدة باتجاه الغابات والأراضي الرطبة وغيرها من النظم البيئية الحساسة، فإنها تساهم في انخفاض كبير في عدد الأنواع المحلية والنباتات الأصلية. بالإضافة لذلك، يلحق بنائُ المباني ومرافق البنية التحتية ضرراً بالغاً بالنظم البيئية المتكاملة والتي توفر خدمات مهمة كالترشيح الذاتي للمياه وخفض درجات الحرارة وإنتاج الهواء الصافي. قد تؤدي عمليات قطع الأشجار واستخدام المياه الجوفية بصورة مستدامة أيضًا إلى اختلال توازن النظام البيئي.
تأثير الزحف العمراني على جودة الهواء:
يعد الهواء أحد أكثر موارد الكوكب تأثراً بالتطور الحضري. مع ازدياد كثافة المرور وانتشار محطات توليد الطاقة الفحمية القريبة من المدن، ترتفع نسب تلوث الهواء بمستويات عالية تشمل ثاني أكسيد الكبريت وثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة المؤذية للأفراد المصابين بأمراض الجهاز التنفسوري والقلبية. علاوة على ذلك، يساهم استهلاك الطاقة الهائل لهذه المجمعات السكنية الجديده بنسبة كبيرة لتغير المناخ العالمي لكون معظمها تعتمد اعتمادا أساسيا على الوقود الأحفوري كمصدر رئيسي لإنتاج الكهرباء والحرارة المنزلية وصناعة البناء. ولا ننسَ هنا دور المواد المستخدمة في أعمال البناء ذاتها حيث تطلق غازات سامّة أثناء مرحلتَي التصنيع والإزالة؛ ويمكن اعتبار نتائج الدراسات العلميه الأخيرة خير دليل على وجود ارتباط مباشر بين التركيب المعدني لمبانينا وطابع الصحة العامة لأهل المنطقة المقابل لها مباشرة وبخاصة الأطفال وكبار السن الذين يعانون بالفعل أمراض مزمنة أخرى متنوعة .
حلول محتملة للتكيف مع الزحف العمراني:
على الرغم من حجم المخاطر المترتبة على تلك العملية إلا أنه يوجد بعض الحلول المستندة للعلم والمعرفة الحديثة والتي بإمكانها تخفيف حدتها وتحسين ظروف المعيشة بالمرافق الجديدة كذلك : بداية ينصح بتطبيق قوانين معمول بها حالياً ضمن الدول المتقدمة تبقي مساحة الخضراء مشاعة ذات تصميم ذكي يحفظ خصوصيتها ويضمن تزويد سكان كل حي بحصة مناسبة منها بغرض خلق شبكة خضراء تربط جميع أجزاء المدينة فيما بعد . كما أنه بالإمكان الاستفادة القصوى من تقنيات بناء صديقة للمناخ إذ تستعمل مواد عازلة للحرارة قليلة الانبعاث الحراري إضافة لمنظومة تهوية طبيعيَّة فعالة يساعد قدرتها الذاتِيَّـة علي اختزال حاجتنا التقليديَّة لاستخدام المُروحة الكهربيَّة المركزيَّة وفي الوقت نفسه تحافظ عل مستوى مناسب لجوده الهواء الداخلي الخاص بالسُكَّانه — أخيرا وليس آخرا -دعونا نحث الحكومات وعلى رأسهم المهتمين بشؤون البيئة الإنسانية والمجتمع المدني للشروع في حملاته تثقيفيه واسعه لشرح مفاهيم أهميه الحفاظ على الحياة البرّيه واحترام حق المواطن الأصيل باستخدام الأرض بشكل مدروس ومنتج بعيدا كل البعد عمّا اعتدناه سابقاً حينما كان الفرشاع والبذر الطائش هما نهجا نهنهجل به تقديرا لعامل الزمن فحسب ! فالصبر جميل عوضا عنه سيقدر تعاون الجميع ووحدة هدف واحد وهو إعادة اٌ