- صاحب المنشور: خولة بن غازي
ملخص النقاش:
تُعد العلاقة بين التقنية والبيئة محورية بالنسبة لمستقبل كوكبنا. على الرغم من كون التكنولوجيا رافداً هاماً للنمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، إلا أنها تحمل أيضاً عبئاً بيئياً ثقيلاً. يلعب هذا المجال دوراً حاسماً في تحديد كيفية استخدام البشر للتكنولوجيا بطريقة تراعي البيئة وتساهم في ضمان استمرارية الحياة عليها. وفيما يلي نقاش مفصل حول هذه القضية المعقدة.
الاستخدام غير المسؤول لتكنولوجيا المعلومات وإثره السلبي على البيئة:
أصبحت تكنولوجيا المعلومات -التي تشمل الحوسبة والأجهزة الإلكترونية والشبكات- جزءا أساسيا من حياتنا اليومية؛ لكنها تتطلب كميات كبيرة من الطاقة والموارد الطبيعية لإنتاج الأجهزة والصيانة والاستعمال. وفقًا لدراسة نشرتها وكالة حماية البيئة الأمريكية عام ٢٠١٨، فإن قطاع الإلكترونيات مسؤول عن حوالي ١% من انبعاثات غازات الدفيئة عالميًا بسبب عملية الإنتاج واستهلاك الكهرباء خلال التشغيل. بالإضافة لذلك، يتم إنتاج مليارات الآلافٍ من الهواتف المحمولة والحواسيب سنويًا مما يؤدي إلى زيادة حجم نفايات الإلكترونيات والتي تعد أحد أكثر أنواع النفايات سرعة نموًا وأقل قابلية لإعادة التدوير مقارنة بأنواع أخرى.
حلول مبتكرة لتحقيق توازن أفضل:
لمواجهة هذه المشكلة، ظهرت العديد من الحلول والإبتكارات التي تسعى لخفض الأعتماد الكلي للأجهزة الإلكترونية على الوقود الأحفوري وتحسين مصداقيتها البيئية:
- الأجهزة الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة: تركز الشركات المتخصصة حالياً على تقليل استهلاك الكهرباء أثناء وضع الجهاز في حالة "النوم" أو عندما يعمل بنسبة أقل من طاقته القصوى وذلك باستخدام معايير جديدة مثل الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغير ذلك الكثير. مثال حي لهذا النهج يأتي من شركة آبل التي قامت بخفض استهلاك جهاز Macbook Pro الجديد للنصف مقارنة بأجياله السابقة بحسب بياناتهم الرسمية المنشورة عبر موقعهم الرسمي.
- مواد قابلة لإعادة التدوير ومصدرة بصورة أكبر: جعل إعادة تدوير المواد المستخدمة في تصنيع المنتجات الرقمية أمراً سهلا ومتاحاً يعتبر خطوة ضرورية نحو خلق دورة مغلقة للمواد داخل الصناعة ذات الصلة. فمثلاً تقوم شركة سامسونغ بتطبيق نظام يسمى "إعادة التدوير الذكي" والذي يتيح لها جمع المنتجات القديمة والتخلص منها بطريقة مسؤولة ومن ثم إعادة تعميم مواد مُنقَاة خاصة بها مرة أخرى ضمن عمليات التصنيع الجديدة الخاصة بها.
- تحويل البيانات والبرامج لا البضائع الفعلية: يشجع تطوير خيارات العمل الحر والدعم السحابي لاستضافة الملفات عبر الإنترنت الأشخاص للشراء والاستخدام بدون شراء الاجهزة نفسها حيث يمكن الوصول لهذه الخدمات عالمياً وبأي وقت وبأي مكان حسب رغبة ورغبات المُستخدم . وهذا يعني أنه بتخفيض عدد الأجهزة المباعة سيكون هناك بالتالي قلة في كمية النفايات الإلكترونيّة وستكون هنالكalso وفيرةٌ بالموارد الطبيعية وثاني أكسيد الكربون(CO₂) الذي سيظل داخل الغلاف الجوي للأرض لفترة طويلة بعد انتهاء