- صاحب المنشور: عبد الهادي الدرويش
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، باتت تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) تغزو مجالات متعددة بسرعة غير مسبوقة، مما يثير تساؤلات أخلاقية عميقة حول تطبيقاتها واستخداماتها المحتملة. إن هذا التطور المتسارع لتكنولوجيا AI يؤدي إلى تحديات أخلاقية متنوعة تتطلب معالجة جادة ومستدامة لضمان استخدام هذه التقنية بطريقة تحترم حقوق الإنسان والقيم الإنسانية. ومن بين القضايا الأكثر إلحاحًا التي يجب مواجهتها هي تأثيرات الخصوصية والحماية الشخصية، العدالة في قرارات الآلات، وضمان الشفافية في العمليات المعقدة للذكاء الاصطناعي. كما يتعين علينا النظر أيضًا في الفجوة المعرفية والتأهب الاجتماعي تجاه التغييرات الجذرية الناجمة عن انتشار الذكاء الاصطناعي.
قضايا خصوصية البيانات وأخلاقيات الحفاظ على المعلومات الشخصية
يعتبر حماية بيانات الأفراد أحد المحاور الرئيسية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي. إذ تقدم لنا تكنولوجيا AI طرقاً جديدة وجذابة لاستخلاص رؤى هامة من كميات ضخمة من البيانات لكنها في الوقت نفسه تشكل تهديدًا مباشرًا لخصوصيتنا. ويجب التأكد من تطبيق سياسات مشددة لحفظ سرية معلومات المستخدمين وعدم استخدام تلك المعلومات إلا بعد الحصول على الموافقة الصريحة منهم وفقًا لقوانين معمول بها عالميًا مثل قانون GDPR في الاتحاد الأوروبي الذي يسعى للحفاظ على سيادة الأفراد وقدرات التحكم الخاصة بهم فيما يتعلق ببياناتهم الشخصيّة.
القرارات العادلة والموضوعية المستندة إلى البيانات الضخمة
تشمل إحدى أهم المخاطر الأخرى المرتبطة بمزاولتنا اليومية لأنظمة ذكية تعتمد اعتمادًا مطلقًا عليها؛ احتمال حدوث تحيز قائم مسبقا داخل خوارزميات تعلم الآلة نتيجة لعدم توازن مجموعات التدريب أو بسبب عدم الكفاءة لدى مهندسي النظام أثناء عملية التصميم الأولية لها. لذلك أصبح الآن ضروريًا اتباع نهج علمي شامل لتحليل وتحسين عمليات صنع القرار المعتمدة على نماذج التعلم الرقمي وذلك بهدف ضمان قدر أكبر من الإنصاف الموضوعي بغض النظر عن النوع الجنسي أو الدين أو أي عوامل أخرى ذات طابع تمييزي قد تؤثر سلبيًا على Outcomes القرار.
الشفافية والمعايير الدولية للأعمال التجارية والأبحاث الأكاديمية
لعبت شركات التكنولوجيا وشركات البحث دور محوري في دفع عجلة تطورات المجال خلال العقود الأخيرة حيث قاموا بنشر نتائج دراساتهم وإحصائيات اختباراتهما بصفة مفتوحة أمام العالم كله للمشاركة والنظر فتشجع بذلك المنافسة العلمية وتبادل للمعارف الجديدة عبر مختلف القطاعات وعلى مختلف الأصعدة سواء كانت تجارية أم تعليمية وبحثية. ولكن مازال هناك مجال للتوسع والإصلاح فقد ندّد البعض بالحاجة الملحة لمزيد من الوضوح بشأن كيفية عمل الخوارزميات وكيف يتم تحديد مصالح الأطراف المختلفة عند وضع السياسات العامة المؤثرة والتي ستشهد تغيرات دراماتيكية أتى بها عصر الثورة الرقمية الحديثة.
الاستنتاج والتوصيات المستقبلية
إن فهم وآلية مواجهة هذه التحديات الاخلاقيه لن تكون مهمة سهلة ولن تتم بدون مشاركة جميع أفراد المجتمع وكل منظمة مؤثره فيه لتحقيق غاية واحدة وهي بناء مجتمع عصري يعيش في سلام وعزة ورخاء ضمن حدود الحدود الشرعية والقانونية والدينية ولا تخالف مقاصد الإسلام السمحة وتعظيم دوره في الحياة البشرية. بالتالي فإن عدة توصيات نضعها هنا كمساهمة منها لدعم توجه دول العالم الغربي خاصة نحو تهيئة بيئة أفضل لاستخدام تكنولوجيات ذكيّة آمنة ومُتعارفٌ عليها اجتماعيّاً واقتصادياً وثقافيًّا