- صاحب المنشور: عبد الغني المرابط
ملخص النقاش:
تشكل التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر الفائقة ثورة هائلة في عالمنا الحديث، لكنها أيضًا تثير تساؤلات عميقة حول الأخلاق والقيم الإنسانية. إن استخدام هذه التقنيات يطرح العديد من المسائل الحساسة المرتبطة بالخصوصية الشخصية والأمان المعلوماتي واحترام القوانين العالمية. حيث يتعين علينا موازنة بين فوائد التطور التكنولوجي ومخاطرها المحتملة على المجتمع البشري.
الابتكار مقابل الأخطار
إن الآفاق الواعدة للذكاء الاصطناعي تتسم بالإمكانيات الهائلة لتحسين الخدمات الصحية والتواصل الاجتماعي وتعزيز كفاءة العمليات المختلفة. ومع ذلك، فإن هذا التقدم الكبير له جوانب مظلمة تحتاج إلى دراسة متأنية وتقييم مستفيض. فقد أصبح بإمكان الروبوتات التعلم والاستدلال بناءً على كم هائل من البيانات، وهو ما قد يستغل لأغراض غير أخلاقية إذا لم يتم وضع قواعد واضحة لتنظيم استخدامها. على سبيل المثال، يمكن اختراق نظم الأمن باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أو حتى إنتاج محتوى مضلل يؤثر سلبيًا على الرأي العام. كما يجدر بنا النظر أيضًا في مسألة حيادية بيانات التدريب المستخدمة لتغذية خوارزميات الذكاء الاصطناعي؛ إذ أنها غالبًا ما تنبعث منها التحيزات الثقافية التي تعكس نفسها لاحقا خلال عمليات اتخاذ القرار المستندة إليها مما يؤدي لعواقب وخيمة خاصة فيما يتعلق باحتياجات الأقليات والجماعات المهمشة اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا وغيرها الكثير ممن لهم الحق بالحصول علي فرصة الحصول علي نفس الفرص والمزايا بدون أي تمييز ضد جنس معين او لون بشرى او دين وعقيدة...إلخ .
الالتزام بالقوانين الدولية لحماية الخصوصية
يجب التأكيد هنا أنه وللحفاظ علی سلامتنا واستقرار مجتمعاتنا فلابد وأن نهتم أكثر بالتوعية بأهمية احترام حقوق الأفراد والحفاظ عليها وذلك عبر تشريع قوانین دولیة ملزمة تلزم الدول والشركات بتطبيق سياسات صارمة تحمي خصوصیات المواطنين ومنع سرقة هویتهم الرقمیة واستخدام نظاماته داخل الشبكة العنکوبیة بطریقة غیر مشروعة وقد ذهب البعض باتجاه اشد صرامة مطالبا بمراجعة عقوبات الجرائم المعلوماتیه لتناسب حجم الضرر الذي يحدث بسبب تلك الأعمالالإلكترونيّة والتي تهدد حياة الناس اليوميه وتهدد استقرار الاقتصاد العالمى أيضاً!
وفي ضوء كل ما سبق فان حلول هذه المشاكل تكمن أساساً فى ضرورة مشاركت جميع المعنيين سواء كانوا أفرادا أم جماعات حكومياً كانت ام خاصه لإيجاد الحل الأنسب لهذه الإشكاليه الخطيره وبالتالي نبذ الطرق الغير قانونيه التى تعتمد عليها بعض المؤسسات التجاريه الكبرى حالياً للحاق بركب المنافسة وتحقيق مكاسب ماديه أكبرعلى حساب مخالفة القانون والدفع نحو مزيد من العنف والدمار داخل مجتمعاتها المحلية والعالميه .فهل تستطيع الحكومات تنظيم الامور جيداً ؟ وهل ستنجح شركات البرمجيات والصناعه الإلكترونية بنشر ثقافة السلام والامن والاستقرار؟أم ان الأمر متروك للمستقبل ليقرر مصائر الجميع حينذاك!.