- صاحب المنشور: مهدي الشرقاوي
ملخص النقاش:
تُعدّ مهارة الخطابة السياسية واحدة من أكثر المهارات تأثيرًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه اتجاهاته. وفي السياق العربي، يشتهر العديد من الخطباء بتقديم وجهات نظرهم بطريقة مقنعة ومؤثرة، غالبًا ما تعتمد على تقنية "المنظور الواحد". هذا النهج الذي يتجاهل الجانب الآخر من القضية أو يحرف المعلومات لخدمة وجهة النظر الخاصة به يمكن اعتباره استراتيجيًا ناجحًا ولكنه قد يُساء فهمه أيضًا كمحاولة للخداع أو التضليل. سنحلل هنا هذه التقنية وكيف تُستخدم وكيف تؤثر على جمهور المستمعين.
تقنية منظور واحد تتضمن التركيز الشديد على جانب واحد فقط من قضية معينة، وبالتالي خلق صورة مبسطة ومتجانسة عنها. يقوم المحاضر بإظهار معلومات مختارة بعناية ليبرز نقاط ضعف الخصم ويظهر نفسه بمظهر الفائز أو الحامي الأمثل للمصلحة العامة. يمكن تلميع الحقائق وتحريفها لصالح الرسالة الرئيسية التي يريد إيصالها.
في العالم العربي، هناك أمثلة عديدة لهذا الأسلوب. فخلال موسم الانتخابات مثلاً، يستغل السياسيون الحماس الشعبي لإطلاق حملات دعائية تستفيد من هذا النوع من التواصل السياسي التأثيري. حيث يتم تقديم وعد بالتنمية والإصلاح والتغيير بينما تضيع تفاصيل حول كيفية تحقيق ذلك تحت وطأة خطاب العاطفة والوطنية.
التأثيرات المحتملة
- تشجيع الانحياز: إن عرض منظوره الخاص بأنه الوحيد الصحيح والدقيق يمكن أن يشجع الجمهور على دعم آراء المتكلم بغض النظر عن حقيقتها الواقعية.
- تجنب المناقشة الموضوعية: تجنب طرح الأسئلة الجدلية أو الاعتراف بأوجه النظر المعارضة يؤدي إلى بيئة رأي أحادي الاتجاه بدلا من نقاش بناء يؤدي لتشكيل حكم مستنير.
- الإلهاء عن المشكلات الحقيقية: حين ينشغل الناس بالمناقشة حول نظريات المؤامرة وأعذار غير منطقية عما يحدث لهم اليومي، فإنهم ربما يغفلوا حقا عن مواجهة الإجراءات اللازمة لحل مشاكلهم الحقيقة.
الاستنتاج
على الرغم مما قد يبدو أنه نجاح قصير المدى باستخدام مثل تلك الأساليب الخطابية، إلا أنها ليست مفيدة طويلة الامد لأي مجتمع ديمقراطي يسعى للحوار البناء والمشاركة الفعالة في صنع القرار المجتمعي. إنه ضروري تعليم جموع الشعب وتمكينهم لفهم وفراق تمييز بين البيان المعلَن عنه بصورة واضحة وغير متحيزة وبين الإنحيازات الشخصية المصبوغة بصياغة ذكية ولكن خلفها اجندات خفية تحمل مصداقيتها امامه امام التعامل معه كمستهلك سياسي مهم!
