• صاحب المنشور: المصطفى بن البشير
  
  ملخص النقاش:
  بينما تتبادر التكنولوجيات الجديدة إلى جميع جوانب حياتنا، يأتي دورها الآن لإحداث تحول كبير في عالم التعليم. يعدّ الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أهم هذه التحولات التي تؤثر بشكل عميق على نهج التدريس والتعلم، مما يفتح آفاقًا جديدة لمستقبل تعليم أكثر تفاعلية وتخصيصًا.

تتمثل فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم في قدراتها على تقديم تجارب تعلم شخصية ومتعددة الأبعاد. يمكن لهذه التقنية قياس مستوى فهم الطالب وتكييف المحتوى بناء عليه، وبالتالي ضمان تقدم الفرد وفقًا لسرعته الخاصة ومستواه الحالي من المعرفة. كما توفر أدوات مساعدة رقمية مثل المساعدين الافتراضيين (Virtual Assistants) والشركاء الرقميين (Digital Partners)، ممّا يتيح حصول الطلاب على الدعم المستمر أثناء رحلتهم الأكاديمية.

بالإضافة لذلك، تسمح تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي بتجارب غامرة تلبي احتياجات المتعلمين البصرية والمسرحية. مثلاً، يستطيع طلاب العلوم دراسة بنى مولكية ثلاثية الأبعاد بدون الحاجة لأدوات أو مواد باهظة الثمن. حتى أن المدارس الموجودة في المناطق النائية تستفيد أيضا؛ حيث يتمكن طلابهم الوصول لدروس مباشرة مع مدرسين ذوي خبرة عبر الإنترنت باستخدام تقنيات الفيديو عالية الجودة.

لكن رغم هذه الإمكانات الهائلة، ينتاب بعض المخاوف بشأن تأثير الذكاء الصناعي في قطاع التعليم. فالبعض يشعر بأن الآلات ستحل محل المعلمين، وأن ذلك سيؤدي لفقدان التواصل الاجتماعي بين الأفراد ضمن بيئة الفصل الدراسي. بالإضافة إلي مخاطر الاستخدام غير المناسب للذكاء الأصطناعي والذي قد يساهم بعدم إنصاف لدى تقييم الطلاب نتيجة الاعتماد الزائد علي الاختبارات المحوسبة ذات الدرجات الذاتية. ومع ذلك، فإن الحل يكمن فى توظيف الذكاء الاصطناعى بطريقة مدروسة لتحقيق نتائج ايجابيه بعيدا عن السلبياتها محتملة .