- صاحب المنشور: عبيدة بن عبد الله
ملخص النقاش:مع دخول العالم مرحلة التحوّل رقميًا بسرعة غير مسبوقة، تواجه المجتمعات حول العالم تحديًا حرجًا يتمثل في كيفية الحفاظ على تراثها الثقافي وتاريخها الغني رغم هذه الثورة التكنولوجية. هذا المقال يستكشف دور التعليم وأثر التقنيات الحديثة في تعزيز أو تهديد استمرارية الثقافة الوطنية، مع التركيز على نماذج ناجحة ومؤسسات رائدة تعمل على ربط الأجيال الجديدة بتراثهم التاريخي والثقافي.
تحتوي ثقافتنا على تاريخ غني يتجاوز الحدود الجغرافية والمجتمعية؛ فهي تشكل هويتنا كأفراد وكجزء مما يجعل مجتمعنا فريدًا. ولكن كيف يمكن لنا المحافظة عليه وسط عالم متغير باستمرار؟ تلعب مؤسسات التعليم دوراً بالغ الأهمية هنا حيث أنها تمهد الطريق لبناء جسر بين الماضي والحاضر عبر تقديم تدريس شامل ومتنوع يعزز الوعي والتقدير للآثار التي خلفتها أجيال مضت.
التعليم كمفتاح للاستمرارية
تشير الدراسات إلى وجود علاقة قوية بين التعلم المبكر وفهم القيم والأعراف الثقافية للمكان الذي ينتمي إليه الفرد. عندما يُدرَّج المناهج الدراسية لتشمل الدروس المتعلقة بالتاريخ والتقاليد والعادات الخاصة بمجموعة عرقية معينة، فإن ذلك يساعد الطلاب على فهم هويتهم بشكل أفضل ويحفز لديهم الشعور بالإنتماء للأرض وما تحتويه.
بالإضافة لذلك، تعتبر الوسائل الحديثة مثل الإنترنت والألعاب الالكترونية والإستخدام الأمثل للتكنولوجيا ذكية طريقة فعالة لإدخال الأطفال والشباب إلى عالم الآثار والمعالم الثقافية بطريقة تفاعلية وجاذبة لهم أكثر مقارنة بوسائل التدريس التقليدية المعتمدة سابقاً والتي كانت قد تكون أقل جاذبية بالنسبة للأطفال الحاليين الذين تربوا ضمن بيئة رقمية متحركة.
**التحول نحو التعليم الذكي**
يوفر النظام التعليمي الجديد الفرصة أمام المؤسسات التربوية لاستبدال الأساليب القديمة بإخرى مبتكرة تضمن سهولة الوصول للمعارف وتمكين الشباب من البحث والاستقصاء بأنفسهم عند حاجتهم لمعلومات جديدة متعلقة بهويتهم الثقافية وبالتالي زيادة فرص انتشار تلك المعرفة داخل المجتمعات كافة وليس محصورة بفئات عمرية معينة فقط.
ومن أمثلة البرامج الناجحة التي تستغل قوة التكنولوجيا لهذا الغرض برنامج "الثقافة عبر الزمان والمكان" والذي طورته منظمة اليونسكو بهدف تزويد طلاب المدارس العالمية بخرائط تفاعلية توضح مواقع المواقع الثقافية المهمة حول العالم بالإضافة لمقاطع فيديو صوت وصورة تصف تفاصيل ومعلومات جوهرية عنها معتمدا بذلك علي مميزات الانترنت والشبكات الاجتماعية لنشر رسائله التعليمية.
**الدعم الرسمي والتمويل المستدام**
لاشك ان دعم السلطات الحكومية لهذه المشاريع وإسناد جهود المنظمات الدولية لها يعد أمر هام للغاية خاصة فيما يتعلق بالموارد المالية إذ انه بدون ضمان مدخرات مستمرة للدعم فقد تعوق قدرة هذه المنظمات ذات الإمكانيات المحدودة القيام بمهامها الرئيسية.
>كما انه يوجد جانب أخير وهو ضرورة اشراك أفراد المجتمع المحلي وشركائه الرئيسيين مثل الأكاديميين وخبراء اللغات والتكنولوجيا وغيرهم وذلك لما يحققونه من تأثير كبير خلال عمليات التخطيط والتنفيذ والإدارة مما يؤدي إلي نتائج أفضل بكثير مقارنة بالحالات الأخرى التي يغيب فيها مشاركة القطاعات المختلفة.