السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في هذا المقال، سنناقش قضية مهمة تحيط بحالة فتاة عمرها 27 عاماً تواجه مشكلة صلع كاملة في رأسها بسبب المرض، مما سبب لها حرجاً شديداً واضطرابات نفسية كبيرة. لقد عرض عليها الحل بتوصيل شعر بروكاه ثابتة على رأسها يمكن نزعها مرة واحدة شهرياً. هدفنا توضيح الحكم الشرعي لهذه الحالة بشكل شامل ودقيق.
وفقاً للشريعة الإسلامية، يعد لبس الباروكة في بعض الأحيان نوعاً من "الوَصْل"، وهو محرم حسب الحديث النبوي الشريف الذي يقول: "لعن الله الواصلة والمستوصلة". ومع ذلك، هناك استثناء هام في حالات الضرورة القصوى كالذي ذكرناه هنا. يستشهد الدكتور محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله بكلامه حول النساء اللائي تعرض لهن تساقط الشعر بطرق غير قابلة للتراجع، حيث يسمح باستخدام الباروكة باعتبارها وسيلة لتصحيح خلل بدني بدلاً من مجرد تعديل شكل الجسم.
وفيما يتعلق بصحة عملية زرع الشعر لمن فقدوا شعر رؤوسهم، فهو مستحب ومقبول تماماً طبقا لما قرره المجمع الفقهي الإسلامي بالأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. تعتبر إجراءات تصحيح الخلل الطبي المكتسب أمورا ضرورية ومباحة شرعا، ومن ضمنها إعادة بناء فروة الرأس باستخدام التقنيات الحديثة حين يكون التساقط شمل كافة الشعر ولم يبقى سوى جلدة الرأس العارية.
بالانتقال لأمر الوضوء والغسل أثناء ارتداء البروكاه، وفق الفقهاء، يتم مسح سطح البروكاه عند التوضأ لأن الأصل فى المسح تخفيف وطأة عبادة المياه بالنسبة لصاحبة المشكلة المذكورة سابقا. اما خلال الاغتسال، فعلى الناحية العملية ينصح بإزالة البركة حتى يصل الماء الى كامل جسم المغتسلة بما فيها الطبقات الداخلية تحت الهيكل الاصطناعى الموضوع مؤقتاً فوقهما.
أما فيما يخص الجانب الاجتماعي المتعلق ببروزهن امام اشخاص جنساهم الذكور، فان القانون الاسلامي يحتم اخفاء تلك الاستحداث سواء كانت بشرية او اصطناعية وذلك لتجنب احتمال وقوع اي مغريات وخلاعة محتملة واحترام حرمات المجتمع والقوانين الاجتماعية المقيدة لذلك الامر تحديدا داخل حدود ونطاق مجتمعات المسلمين المحافظة ذات المرجع الثقافي والديني الخاص والمختلف عالميا.
ختاما نسأل الله عز وجل الصحة والعافية لكل مبتلى بهذا المصاب الجلل وان يسدد خطاكم نحو الطريق الأقوم وأنزل الراحه والسكنيه لقلبك يا ابنتنا العزيزة ، إنه سميع مجيب الدعوات.