العصبية المفرطة هي حالة شائعة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الجوانب المختلفة للحياة اليومية. تتضمن الأسباب الرئيسية لذلك مجموعة متنوعة من العوامل النفسية والبيئية. فيما يلي نظرة متعمقة حول هذه القضايا:
- الضغط النفسي: يعد الاستجابة للضغوطات النفسية أحد المحفزات الأكثر شيوعاً للعصبية الزائدة. قد ينشأ هذا الضغط من العمل، العلاقات الشخصية، الفواتير المالية وغيرها من المشكلات الحياتية التي تشعر الشخص بأنه تحت ضغط مستمر. عندما يستشعر الدماغ وجود خطر محتمل، يطلق هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول لتنشيط "استجابة القتال أو الطيران"، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، التنفس والسلوك العدواني.
- الخوف والتوقعات غير الواقعية: الخوف من الفشل أو عدم القدرة على تحقيق توقعات عالية - سواء كانت ذاتية أو خارجية - يمكن أن يساهم أيضا في العصبية المفرطة. الشعور بأن كل خطوة خاطئة تعني كارثة قادمة يمكن أن يجعل الأفراد يشعرون بالقلق والثورة بسرعة شديدة.
- نقص النوم والجسد المتعب: عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم يمكن أن يؤدي إلى مشاعر العصبية والشعور بالإرهاق. الأجسام المجهدة جسديًا غالبًا ما تكون أكثر عرضة للمشاعر السلبية بسبب الاضطرابات في توازن الناقلات العصبية ويمكن أن تصبح أقل قدرة على التعامل مع المواقف الصعبة.
- النظام الغذائي والصحة العامة: ما نتناوله ونشرع فيه له تأثير مباشر على حالتنا العاطفية. النظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنعة والمحتوى المرتفع في السكر والدسم يمكن أن يعيق الوظيفة الطبيعية للدماغ ويسبب تقلبات مزاجية واضطرابات عاطفية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأمراض الصحية الأخرى مثل الاكتئاب والأرق وأمراض المناعة الذاتية قد تساهم أيضًا في ظهور الأعراض العصابية.
- التجارب المؤلمة والحالات النفسية: تاريخ مؤلم أو الخصائص النفسية الأساسية مثل اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه أو اضطرابات الوسواس القهري يمكن أن تخلق بيئة محفزة للعصبية الزائدة. الأشخاص الذين لديهم تراكم للتجارب المؤلمة غالباً ما يكونون أكثر حساسية للأحداث المثيرة للتوتر ويتفاعلون بها بطريقة مبالغ فيها عاطفيًا.
- البيئات الاجتماعية: دور المجتمع والدوائر الاجتماعية مهم للغاية في تحديد مستوى عصبيتنا. البعض يستمد الطاقة الإيجابية من صحبة الآخرين بينما قد يشعر آخرون بمزيد من الضغط الاجتماعي والشعور بعدم القدرة على مواكبته وهذا بدوره قد يؤدي إلى إطلاق ردود فعل عصيبة زائدة.
- الشخصية والجينات: بعض سمات الشخصية كالكمالية الشديدة والإحساس المرتفع بالمسؤولية قد تدفع المرء نحو حالات العصبية المستمرة. كذلك، العلم الحديث اكتشف دور الوراثة في التأثير على كيفية استجابتنا للإجهاد واستقرار الحالة المزاجية لدينا عموما.
للتعامل مع العصبية المفرطة، هناك العديد من التقنيات والاستراتيجيات المقترحة بما في ذلك تقنيات اليقظة الذهنية والتأمل التدريجي، العلاج السلوكي المعرفي، إدارة الوقت بكفاءة، ممارسات الرعاية الذاتية المنتظمة ومناقشة الأمر مع محترفين الصحة النفسية عند الحاجة لتقديم المساعدة والدعم اللازمين لأسلوب حياة أكثر هدوءا وصحة نفسيا واجتماعيا وجسديا أيضاً.