- صاحب المنشور: بشرى الرشيدي
ملخص النقاش:يواجه العالم تحولا هادئا ولكن عميقًا مع تزايد اعتماد الذكاء الاصطناعي (AI) في مختلف القطاعات الصناعية. هذا التحول لديه القدرة على إعادة تشكيل وظائف الكثيرين وتغيير طريقة عمل المجتمعات الحديثة. بينما يرى البعض الذكاء الاصطناعي كتهديد محتمل لخلق البطالة الشاملة أو تعزيز عدم المساواة الاقتصادية، يتمتع آخرون برؤية أكثر تفاؤلا بأنه حل يمكنه زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة. لكن كيف يتجلى التأثير الفعلي للذكاء الاصطناعي حقا؟
الآثار المحتملة
من ناحية، هناك احتمال كبير بأن العديد من الوظائف التي تعتمد أساسا على العمليات الروتينية والمتكررة قد تتلاشى بسبب قدرة الذكاء الاصطناعي على الأتمتة والتكنولوجيا الرقمية المتقدمة. الدراسات تشير إلى أن الوظائف مثل موزعين البريد، وغيرها من الأعمال المكتبية الأساسية والمهام الزراعية الآلية قد تكون معرضة للخطر. ومع ذلك، فإن نفس التكنولوجيا توفر أيضا فرصا جديدة في مجالات لم تكن موجودة سابقا مثل تطوير البرمجيات العصبية، هندسة البيانات الضخمة، وأمان المعلومات.
في حين أنه صحيح أن بعض الوظائف ستختفي نتيجة للأتمتة بالذكاء الاصطناعي، فمن غير الدقيق افتراض أنها سوف تؤدي إلى بطالة مطلقة. الأدلة التاريخية تشير باستمرار إلى أن الابتكارات التقنية وخلقها للمهن الجديدة تساهم عادة في خلق المزيد من الفرص مما تصرفه. وفقاً لإحصائيات مكتب العمل الأمريكي، منذ عام 1979 حتى الآن، تم إنشاء حوالي 64 مليون فرصة عمل جديدة رغم فقدان نحو 8 ملايين وظيفة ذات مهارة أقل بسبب أتمتة المصابات.
التعلم المستمر
لتبني هذه الفرص المستقبلية الناشئة حول الذكاء الاصطناعي والبقاء قابلين للتوظيف في عصر ما بعد الاوتوماتيكية، سيكون التعلم مدى الحياة مطلبا حاسما لكل فرد. المهارات التقليدية ليست هي الوحيدة القيمة؛ بل ستكون مهارات التفكير الحرج والإبداع والاستيعاب اللغوي والأدوات التكنولوجية الأكثر أهمية بالنسبة لأجيال المستقبل.
مسؤوليتنا المشتركة
الأمر متروك لنا جميعاً - سياسيين وصناع قرار اقتصاديين وموجهين تعليميون ورعايا للشركات - لتحويل هذا التحول نحو أفضل مسار ممكن. وهذا يعني وضع استراتيجيات تدريبية شاملة لمساعدة الناس على الحصول على القدرات اللازمة للاستفادة من فرص الذكاء الاصطناعي الجديدة. كما يتطلب الأمر منهجا جديدا يقضي بتوزيع الثروة المعرفية بالتساوي بين جميع أعضاء المجتمع وضمان الحقوق الأساسية لكل الأفراد بغض النظر عن مستوى خبرتهم في مجال التكنولوجيا.
الخاتمة
إن تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل ليس مجرد خوف مستقبلي ولكنه واقع نراه بالفعل اليوم ويستحق المناقشة الجدية والحلول الابتكارية لتوجيه عالم الوظائف الجديد نحونا بأفضل شكل ممكن وبصورة تضمن العدالة والعدالة الاجتماعية.