- صاحب المنشور: السعدي السالمي
ملخص النقاش:يواجه العالم اليوم تحولات دراماتيكية في مجال التعليم العالي ترتبط أساسا بالتكنولوجيا المتطورة والاحتياجات الاقتصادية المتغيرة. يهدف هذا المقال إلى استكشاف واقع قطاع التعليم العالي الحالي وتحديد التحديات الرئيسة التي قد تواجه مستقبله.
واقع التعليم العالي الحديث
في العصر الرقمي الحالي، أصبح الوصول إلى المعلومات أكثر سهولة وأبسط مقارنة بالأزمان الماضية. توفر الجامعات عبر الإنترنت والدورات التدريبية المفتوحة الكبرى (MOOCs) فرصًا تعليمًا متاحة ومتاحة جغرافياً للأشخاص الذين ربما لم يكن بوسعهم الالتحاق بالتعليم التقليدي سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، تشجع تطبيقات التعلم الذاتي والمعزز على تطوير مهارات الأفراد باستمرار خارج نطاق الفصول الدراسية المعتادة.
ومع ذلك، فإن هذه التحولات ليست بلا تحدياتها الخاصة. فعلى سبيل المثال، هناك مخاوف بشأن جودة الدورات الإلكترونية ومدى قدرتها على تزويد الطلاب بخبرة مماثلة لتلك التي يمكن الحصول عليها داخل الحرم الجامعي. كما يشكل سوق العمل العالمي ديناميكياً متغيراً بسرعة تتطلب مواكبة مستمرة للمتخصصين في مجالات محددة ذات طلب عالي مثل علوم البيانات والحوسبة السحابية والمجالات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
تحديات المستقبل
أولى التحديات الرئيسية هي ضمان بقاء نظام التعليم العالي ذو مصداقية وفعالية وسط ازدهار الخيارات الافتراضية المتنوعة. يتعين على المؤسسات الأكاديمية التقليدية إعادة تعريف أهميتها كأساس للنظام بأكمله مع التأكد من أنها لا تسقط خلف المنافسة الجذرية الناجمة عنها. وهذا يعني الاستثمار بكثافة في الأبحاث والبنية الأساسية الحديثة لتوظيف أفضل المواهب وإلهام الإبداع والإبتكار لدى طلابها.
ثانياً، سيصبح تمويل التعليم موضوع نقاش حاسم حيث ستحقق خياراته البديلة انتشار أكبر بين المجتمع العام. وقد يؤثر عدم القدرة على تحمل تكاليف التعلم التقليدي على نوعية القوى البشرية وخلائلها السكانية بطرق غير متوقعة تمامًا إذا تُرك الأمر بدون حل جذري للمشكلة المعاكسة وهو رخص بعض المحارف المدفوعة مقابل الشهادات الوهمية دون مضمون أكاديمي هام وبالتالي فقدان ثقة الجمهور بها ككل . لذا فإن ضرورة وجود آليات جديدة لدعم التعليم المجاني أو مدعوما جزئياً تصبح مطلباً ملحاحاً للحفاظ علي عدالة الفرصة أمام الجميع بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو الاقتصادي الخاص بهم أثناء سعيه نحو تحقيق أحلامه الشخصية ومهنيته المستقبلية المرجوة منه ضمن منظومة مجتمع غايتهم المساواة والتطور المستدام لكل فرد فيه بالمبدأ الإنساني الأصيل الذي يدعو إليه جميع العقائد والأفراد المؤمنيين بحرية الاختلاف والعيش تحت سقف واحد كمكان للتنوع الثقافي المشترك بمختلف ألوانه وأنسابه السياسية والقانونية الموجودة حاليا بالعالم المتحضر حديثاً والذي مازلت الكثيرمن دوله تخطو خطوات ثابتة نحو بناء عالم أفضل ومستوي يحقق الأمن والاستقرار لشعبآئه خاصة بعد انتهاء جائحة كورونا وما صاحب فترة حضرها من اضطرار شديد للتكيف مع عصر جديد مختلف للغاية عما سبقه سابقا منذ ظهور اول حالة اصابة معروف لها عام ٢٠١٩