- صاحب المنشور: دانية الدرويش
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتغير بسرعة بسبب جائحة كورونا، أصبح التعليم الافتراضي ضرورة وليس خياراً. هذا التحول المفاجئ قد رفع العديد من التحديات التي يجب مواجهتها، ولكنها أيضا فتحت أبوابا جديدة للابتكار والتطور. إليك بعض نقاط النظر الرئيسية حول هذه القضية المعقدة والمهمة:
الوصول والتسهيلات الفنية:
واحدة من أكبر الشكاوى الأولية كانت البنية التحتية للمعلوماتية غير الكافية لدى الكثير من الطلاب خاصة في البلدان النامية. نقص الأجهزة الإلكترونية أو الإنترنت عالي السرعة يجعل من الصعب على هؤلاء الطلاب الاستفادة الكاملة من النظام الجديد. ومع ذلك، مع تزايد الضغط، بدأت الحكومة والشركات الخاصة بتقديم الدعم التقني لسد هذا الفجوة الرقمية. كما قامت المنظمات الدولية مثل اليونسكو بتوفير حلول مبتكرة مثل استخدام الراديو والتلفزيون لتوصيل المواد التعليمية للأسر التي ليس لديها إنترنت.
التأثير النفسي والعاطفي:
التعلم الافتراضي يتطلب مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي والإدارة الذاتية. فقدان بيئة الفصل الدراسي المعتادة يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالعزلة والألم العاطفي بين الطلاب والمعلمين أيضاً. هناك حاجة ماسة لدفع التدريب المهني المهتم بالرعاية النفسية الاجتماعية لمدرسينا وأخصائيين الخدمات النفسية داخل المدارس حتى يتمكنوا من تقديم الدعم اللازم للطلاب خلال هذه الفترة الحرجة. بالإضافة لذلك، فإن تطوير القدرات للتواصل عبر الفيديو والصوت الرقمي هي مهارات هامة يجب تعزيزها لإبقاء الروابط المجتمعية قوية رغم المسافات الجغرافية الواسعة.
جودة التعليم والفعاليات التعليمية:
بالرغم من وجود تحديات جدية فيما يتعلق بجودة المحتوى والأساليب التعليمية المستخدمة عبر الإنترنت، إلا أنه يوجد فرصة كبيرة لتحسين العملية برمتها باستخدام تكنولوجيا التعلم الآلي والحوسبة السحابية. حيث يمكن لهذه الأدوات تحليل بيانات الأداء وتحديد النقاط التي تحتاج تدخل مباشر أكثر من جانب المدرسين وموظفين الإرشاد الأكاديمي الآخرين مما يساعد بدوره في تصميم خطط دراسية شخصية لكل طالب بناءً على احتياجاته وقدراته الأخص.
دور المعلمين:
من منظور آخر، يلعب المعلم دوراً حاسماً في جعل التجربة التعليمية قابلة للتحمل واستيعاب أفضل قدر ممكن للمعارف الجديدة. ومن هنا تأتي أهمية دعم المعلمين وتدريبهم بصورة منتظمة على كيفية نقل المعلومات بطريقة فعالة باستخدام أدوات رقمية مختلفة وكيفية إدارة الصفوف الافتراضية بكفاءة عالية. فمهما تقدمت الوسائل التقنية الحديثة فلن تبقى مكانا لأي نظام سيء التنفيذ بدون وجود مستخدم ماهرة قادرة على استغلال امكانياتها بشكل كامل.
الخلاصة:
على الرغم من كون الانتقال نحو التعلم الافتراضي أمر صعب وشاق للغاية، إلّا انه يحمل معه فرصًا عظيمة أيضًا - خصوصًا عندما نتحدث عن تحقيق المزيد من العدالة التعليمية وتمكين الجميع بغض النظرعن موقعهم الحالي جغرافيا وبناء مجتمع معرفي رقمي متكامل ومتكامل ومتعدد الثقافات ومنفتح على جميع الأفراد الذين يرغبون بالحصول علّم ذاتي وتحقيق طموحاتهن وطموحاتهم الشخصية والعلمية والأكاديمية كذلك!