- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في ضوء تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، ظهرت مجموعة من القضايا المعقدة تتعلق بالأخلاق والقيم الإنسانية. حيث يؤدي هذا التقنية إلى تحسينات كبيرة في العديد من القطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والنقل والأمن، إلا أنها تحمل أيضا تحديات أخلاقية غير مسبوقة. أحد أهم هذه التحديات يتعلق بالشفافية والإفصاح فيما يتعلق بكيفية اتخاذ القرار داخل الآلات التي تعتمد على التعلم العميق ومجموعات البيانات الضخمة. فمثلا، قد يصبح النظام قادرًا على تقديم تشخيص طبي أكثر دقة ولكن بدون فهم واضح حول الخطوات الأساسية التي تم اتخاذها للحصول على ذلك التشخيص.
هذا الغموض يمكن أن يقوض الثقة العامة ويؤثر سلباً على قبول الجمهور لهذه التكنولوجيا الجديدة. بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن الخصوصية والحماية الشخصية مع زيادة استخدام بيانات الأفراد لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. إن جمع واستخدام كم هائل من المعلومات الشخصية قد ينتهك حقوق الفرد وقد يؤدي لانتهاكات لحرياته الأساسية. كما أثارت المسألة الخاصة بالتحيّز المحتمل لنماذج الذكاء الاصطناعي جدلاً واسعاً؛ فقد شهدنا حالات تضمنت التحيز العنصري والجندري والمذهبي بناءً على مجموعات البيانات المستخدمة أثناء التدريب. وهذا يشكل تحدياً كبيراً لاستدامة وتقبل مجتمعي للتكنولوجيا الحديثة.
وفي النهاية، فإن موضوع المسؤولية الأخلاقية يساهم أيضاً بإثارة تساؤلات عميقة عندما تواجه الأنظمة آليات صنع قرارات ذات آثار بشرية خطيرة أو حتى قاتلة كتلك الموجودة ضمن الروبوتات الحربية مثلاً. هل يجب تحميل مصمم البرنامج أو الشركة المطورة مسؤولية فعل الروبوت؟ وماذا لو توصل الروبوت نفسه لقرار بمفرده استناداً لأوامره البرمجية الأصلية ولكن بطريقة لم يكن مخطط لها بشكل مباشر بواسطة البشر؟ كل تلك المواضيع تحتاج حلول مبتكرة ومتعددة الجوانب لتحقيق انسجام بين تقدم تكنولوجي كبير وبين احترام الإنسان وكرامته وتعزيز العدالة الاجتماعية.