• صاحب المنشور: غرام بن غازي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحالي الذي نطلق عليه اسم "العالم الرقمي"، أصبح وجودنا المتفاعل على الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لقد شهدت التقنية تحولات هائلة أدّت إلى تطوير وسائل جديدة للتواصل والتكنولوجيا الذكية التي غيَّرت الطريقة التي نعيش بها ونعمل بها حتى تفاصيل علاقاتنا الاجتماعية. لكن رغم هذه التحسينات الواضحة والمجدية للتقنية، فإنها تثير تساؤلات حاسمة حول حماية الخصوصية والأمان الشخصي. كيف يمكن تحقيق توازن متناغم بين فائدة استخدام التكنولوجيا وضرورات حماية بيانات الأفراد؟

بداية، دعونا نتفحص الجانب الإيجابي لإدماج التكنولوجيا في مجتمعنا المعاصر. توفر الشبكات الاجتماعية ومنصات التواصل القنوات اللازمة للمشاركة الفعلية مع الآخرين بغض النظر عن المسافات الجغرافية؛ مما عزز الشعور بالانتماء والاستمرارية لدى أفراد مختلف الثقافات والعصور. كما مكّنت البرامج الحديثة للأعمال التجارية الشركات الصغيرة من الانتشار عالميا وتوسيع دائرة عملائها بطرق لم تكن ممكنة قبل ظهور تلك الأدوات الرقمية الرائدة. بالإضافة لذلك، فقد سهلت المنصات التعليمية المجانية الحصول على تعليم نوعي ومستدام عبر الانترنت لجميع الأعمار والفئات العمرية المختلفة بمعدلات غير مسبوقة مقارنة بالعصور القديمة. كذلك تقدم الخدمات الصحية عبر الشبكة آليات فعالة لتوفير خيارات صحية واقتصادية يصل صداها لكافة الناس في أي مكان وزمان. وأخيرا وليس آخرًا، تمثل الروبوتات والصناعات الآلية خطوة رائدة نحو خلق فرص عمل جديدة واستثمار زمني أكبر في مجالات أكثر تحديًا وإبداعاً.

بالرغم من كل هذه المنافع الكبيرة للتوظيف المكثف للتكنولوجيا، إلا أنه ينبغي التنبيه أيضًا إلى سلبياتها المحتملة عند عدم اتخاذ الاحتياطات الأمنية المناسبة والتي قد تهدد خصوصيتك الشخصية بكل بساطة! يسهل تتبع نشاط المستخدم استنادا لأثر البيانات الضخم والذي يشمل مواقع تصفح المستخدم ومحادثاته الإلكترونية وحتى معلومات موقعه الجغرافي الدقيقة باستخدام تقنيات تحديد المواقع الجغرافية GPS). هذا الوضع يؤدي بنا إلي مخاطر كبيرة مثل سرقة الهوية وانتحالها، اختراق حسابات بنكية أو غير ذلك من الحسابات الحساسة ذات التأثيرات الوخيمة علي حياة صاحبها وعلى ممتلكاته أيضاَ. إن الاستخدام المحموم للذكاء الاصطناعي بدون رقابة كافية من شأنه تغيير قواعد اللعبة فيما خص إدارة المعلومات والوصول إليها وذلك بإمكانيه الوصول الي ملفات شخصية حساسة للمستخدمين بكفاءة عالية وخلال وقت قصير جدًا نسبيًا مقارنة بعدم التدخل وهو الأمر ذو طابع كارثي للغاية حال حدوثه بالفعل حيث أنه خارج سيطرة الفرد تماما وستكون له تداعيات مدمرة محتملة. علاوة على ذلك، تحمل بعض القطاعات الخاصة والعامة دور الشريك الأساسي لهذه الثورة الهائلة والمعglogية للحصول على مزيدٍ ممن معلومات الأشخاص لغايات تجارية وغير تجارية متنوعة منها التسويقية والإحصائية وغيرهم الكثير وبالتالي زيادة احتمالية نشر دعايات مستهدفة بشكل فردي لكل شخص بناءً علي تاريخ استعراضاته وقراءته لمحتويات مختلفة بعيدا عن المواصفات العامة للسوق المستهدف أصلاً!. أخيرا ولكنه ليس أقل أهمية، يعد خطر التعرض للإرهابيين والقُراصنة هي واحدة من أغرب المخاطر المرتبطة بالتطور الرقمي الذي نواجهه الآن ولابد لنا جميعاً من مواجهة وعلاج هذه المشكلة الخطيرة بأسرع وقت ممكن لحماية شبكتنا العالمية من الفساد والتدمير المستقبلي.

إن وضع حدود واضحة وشاملة لممارسات جمع البيانات أمر ضروري لحماية حقوق الإنسان الأساسية. وينبغي سن قوانين حازمة تلزم الجهات المُصدرة للمعلومات بتطبيق بروتوكولات أمنية مُشدِّدة تضمن سلامة وثبات النظام الرقمي بأكمله. كما يتعين على الحكومات تشجيع