- صاحب المنشور: شريفة بن العابد
ملخص النقاش:تشهد المجتمعات الناطقة باللغة العربية تحدياً كبيراً فيما يتعلق باستيعابها وتطويعها للفضاء الإلكتروني؛ وذلك بسبب الفجوة الواسعة بين خصائص القواعد والصرف والبنية الجذرية لهذه اللغة وبين طبيعة البرمجة والتعامل الرقمي. يقع هذا التوتر تحديداً عند محاولة دمج الخصائص اللغوية المعقدة كالاشتقاق والنسب والظواهر الصوتية المتغيرة مثل الإدغام والإظهار والإخفاء ضمن الأنظمة الآلية الحديثة.
فيما يلي بعض المشكلات الرئيسية التي تواجه تطور استخدام اللغة العربية رقميًا:
التدويل والترقيم: تُكتب الحروف العربية عادةً بدون مسافات أو فاصلات بين الكلمات مما يعقد عملية التعرف الضوئي للشكل والحوسبة الضمنية. كما أنها تتطلب طرق متخصصة للتسمية الموحدة ("Unicode") للحفاظ على سلامتها أثناء التنقل عبر الشبكات العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن نظام الكتابة العربي التقليدي غير خطي بطبيعته حيث يمكن ترتيب الأحرف رأسيا وأفقيا وقد يوجد فيها حركات متحركة ظاهرة ومستترة حسب السياق. هذه الاختلافات تعيق قدرة البرامج الحالية على فهم وفك تشفير نصوص مكتوبة بلغتنا الأم بدقة عالية.
مع العلم بأن هناك جهود مستمرة من قبل المؤسسات الأكاديمية والشركات الخاصة لمعالجة هذه العوائق التقنية. ومع ذلك، فإن الحلول المقترحة حتى الآن لم تكن شاملة بما يكفي لتلبية احتياجات جميع مجالات التطبيق المختلفة - سواء كانت متعلقة بالتواصل الاجتماعي والإنترنت عموما أم مجال التعليم والفهم الاصطناعي وغيرهما الكثير.
لذا تبقى مهمة تطوير أدوات برمجية مناسبة أكثر ضرورة منها اليوم وغدا من أجل ضمان بقاء حضور اللغة العربية فعالاً ومتجدداً داخل فضائنا الرقمي المتنامي يوماً بعد آخر.