- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
تُعَدُّ أهمية التعليم في الإسلام مُسلّمةٌ ثابتة وتكمن جذورها العميقة داخل التعاليم المقدسة للشريعة. يؤكد القرآن الكريم والسنة النبوية على القيمة الكبرى للمعارف والمعرفة باعتبارهم أساسا لبناء مجتمع عادل ومتطور. يدعو الله سبحانه وتعالى إلى طلب العلم ويصفَه بأنه "نور". حيث يقول تعالى: "اقرأ باسم ربك الذي خلق" [العلق: ١]. كما حث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين على ذلك عندما قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه ابن ماجه). وبالتالي فإن هذا الدافع نحو تعلم المعارف والشرائع يعتبر جزءاً لا يتجزأ مما جاء به الدين الحنيف منذ بداية الدعوة الإسلامية حتى يومنا الحالي.
يحتوي الإسلام على مجموعة منظمة ومنسجمة من الأسس والمبادئ التي تشجع البحث المستمر للمعلومات والمعارف المختلفة والتي ترتبط ارتباط وثيق بالمعرفة العملية والحياة اليومية للإنسان المسلم. فهو نظام شامل يشمل جميع جوانب الحياة البشرية ويعالج كافة الأمور التي تتعلق بإدارة شؤون الفرد والمجتمع والأخلاقيات العامة أيضًا. إن الوعي الشامل لأبعاد مجالات مختلفة مثل الاقتصاد والديمقراطية والبيئة وغيرها أمر ضروري لفهم دقيق لديننا الحنيف والتطبيق الصحيح لمبادئه وأهدافه السامية.
بالإضافة لذلك فإن تعزيز ثقافة التعليم لدى الأفراد يُعد مفتاح التنمية الشخصية والسعي لتحقيق الأفضل دائما. ففي الإسلام، يتم تكريم المهارات الخاصة والفريدة لكل شخص وتمكينها كي تساهم بطريقة فعالة ومثمرة ضمن المجتمع ككل. وهذا يعني تطوير الذات باستمرار واكتساب مهارات جديدة لتلبية الاحتياجات المتغيرة للفرد وللمجتمع أيضًا. ولا يمكن تحقيق هذه الغاية إلا عبر رؤى تشاركية تقوم على تبادل الخبرات بين مختلف أفراد الجماعة.
يلعب التعليم دوراً محورياً أيضاً فيما يتصل بالحفاظ على الهوية والثقافة الإسلامية. فالتربية تلعب دور المحافظ الأول للأخلاق والقيم الأخلاقية المرتبطة بالإسلام. فهي تساعد الشباب خاصة في فهم رسائل العقيدة والاستفادة منها عند اتخاذ قرارات حياتية هامة قد تؤثر عليهم وعلى مستقبلهم وعلى مسار دينهم أيضا. وعليه فإن تركيز النظام التعليمي الإسلامي ينصب حول تهيئة بيئة تربوية محفزة وغنية بالمبادئ والقيم الإسلامية مما يعزز ثبات الإيمان والصبر داخل نفوس الطلاب الذين يتلقون مواد علمية متنوعة.
إن الجمع بين العلوم الشرعية والعصرية أصبح أمرا ممكنا ومستحسنا بلا شك. فقد شهد العالم تغييرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة أدت إلى ظهور معارف جديدة تمكن الانسان الحديث من فهم طبيعة عالمه أفضل مقارنة بأجداده القدامى. وفي الوقت نفسه احتفظ العالم الإسلامي بحكمة تراثه الثقافي الضارب بجذوره عميقا بتراث حضاري زاخر بالفنون الجميلة والعلويات الدينية وفنون التصوف وزراعة العلوم الرياضية والكيمياء وغيرها الكثير الكثير... إنها بذلك تجمع بين الأصالة والمعاصرة بنفس القدر!
ختاما، تعتبر فلسفة التعليم حسب المنظور الإسلامي عبارة عن رحلة طويلة تستمر مدى حياة الإنسان تبدأ من مرحلة مبكرة مرورا بمراحل العمر不同 وتنتهي بازدياد نضوجه واستكماله لمسيرة معرفته. ويتوجب على مؤسسات التعليم