- صاحب المنشور: دليلة الريفي
ملخص النقاش:
تتمثل العولمة في عملية توسع العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية على مستوى العالم. وقد أدخل هذا الاتجاه تغييرات كبيرة في هياكل المجتمعات وأنظمتها والقيم التي تحكمها. إلا أن هذه التحولات لم تكن بدون تداعيات هامة خاصة فيما يتعلق بالثقافات المحلية وهويتها الفريدة. فالعولمة تعزز انتشار الأنماط والسلوكيات الغربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا المعاصرة مما يؤدي إلى تآكل الحواجز اللغوية والجغرافية بين الدول. لكن كيف تتفاعل مع هذا الاندماج ثقافة كل مجتمع؟ هل تشكل التهديد الأكثر خطورة للهويات التقليدية أم أنها فرصة لتعزيز التنوّع وتعزيز تبادل الأفكار المثمرة؟
التأثير الاقتصادي للعولمة: فرص ومخاطر محتملة
من الجوانب الأساسية لتداعيات العولمة هي جوانبها الاقتصادية. فقد خلقت بيئة عالمية أكثر اتساقاً وانفتاحاً حيث تتميز التجارة العالمية بإزالة الحواجز الجمركية والعوائق الأخرى أمام حركة البضائع والأفراد والموارد المالية. بينما يعتبر بعض الخبراء أن ذلك يعزز معدلات النمو ويعمل كمحرك رئيسي للازدهار العالمي، يدعي آخرون أنه قد تكون له عواقب غير مرغوب فيها بالنسبة للدول ذات الإنتاجية المنخفضة بسبب استحواذ الشركات متعددة الجنسيات الأكبر حجماً على القطاعات الرئيسية وخلق المنافسة الضارية ضد المصالح الوطنية الأصغر حجمًا داخل الحدود السياسية الواحدة لدولة بعينها. كما يُحتمل أيضاً حدوث اختلافات كبيرة بين البلدان المختلفة أثناء مواجهة مخاوف اجتماعية واقتصادية محلية مثل البطالة وفوارق الدخول المتزايدة والتي يمكن ربط بروزاتها لاحقا بتجاوز القيادة الحكومية لاحتياجات سكانها الأساسية إثر قرارتهم نحو المزيد من الانفتاح الكليوي المفروض عليهم اقتصادياً واجتماعياً تحت مظلة النظام السوق الحر الجديد الذي فرضته حالة الطفرة العالمية الجديدة تلك.
بالإضافة لذلك، تعدمنة الحياة الاجتماعية نتيجة للعولمة وتميل للأخذ بملامح نموذجان غربيان، الأول وهو أنماط الاستهلاك الرأسمالي المبهرج والذي يتميز بالمبالغة واستنزاف الثروة الطبيعية بلا حسابات للمستقبل، وثانيهم نقيض الاول فهو توجه أخلاقي ديني ينفر منه الكثيرون بحجة انه يشجع تقبل كل ماهو مختلف بغض النظرعن مدى مناسبيتها لهذه المجتماعات الشرقاوية المحافظة بطبعها التاريخي الناشئ منذ قرون مضت وما اعتاده أهل أرضه خلال فترات طويلة امتزجت بها اعتبارات أهميتها الشرعية والدينية الخاصة بكل دين منها الاسلام اساسا ومن بعده باقي الأديان القديمة والمعروفة تاريخيًا لدى شعوب المنطقة عامة بفكرها الخاص بهم وشرائعها المستمدة مباشرة من كتب سماوية مقدسة لديهم تعتبرها مرجعيتنا الوحيدة للحلال والحرام عموما وليس فقط فى شأن الاختلافات الثقافية الحديثة مثلاً!