- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
إنّ الحوار حول العلاقة بين الإسلام والتمدن الحديث هو حوار ضروري ومستمر. يعالج هذا الموضوع تفاعل القيم والممارسات الدينية مع التطورات الاجتماعية والثقافية الحديثة التي تشهدها المجتمعات المسلمة اليوم. يتناول العديد من جوانب الحياة المعاصرة مثل حقوق المرأة، التعليم العلماني، دور الدولة، والحفاظ على الهوية الإسلامية وسط التأثيرات الغربية المتزايدة.
من منظور إسلامي أصيل، يعتبر التحضر عملية طبيعية تتكيف فيها المجتمعات مع تحديات الزمن وتتطور وفقاً لمتطلباته الجديدة. يشجع الدين الإسلامي طلب العلم والمعرفة المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كوسيلة لاستنباط الحكم الشرعية وتطبيقها بحكمة ورؤية مستنيرة. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" [سورة طه آية ٢٠]. كما يؤكد الرسول صلى الله عليه وسلم على أهمية التعلم والاستفادة منه حيث قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم".
إلا أنه عند مواجهة الاختلافات الفكرية والعادات الثقافية للأمم الأخرى، فإن الوسطية هي الحل الأمثل الذي يحفظ للعالمين دينهم وهويتهم دون الانغلاق أو الانفتاح الكلي غير المقيد بالأصول والقواعد الدينية. مثلاً، بينما يدعو الإسلام إلى حفظ حرمة النساء وطاعتهن للرجال برضاٍ وطواعيةٍ، إلا انه يؤكد أيضًا على حقوقهن الأساسية ومن ضمنها تلقي التعليم الجامعي والإسهام الفعال في سوق العمل بناءً على شروط تضمن عدم الوقوع فيما نهى عنه الدين كاختلاط الرجال بالنساء خارج نطاق العائلة وما شابه ذلك مما يخالف الآداب العامة والأخلاق الحميدة حسب رأي علماء المسلمين الأجلاء. بالإضافة لذلك، فقد دافع الإسلام منذ البداية عن حرية العقيدة وعدم إلزام أي شخص بمذهبه الخاص إذا لم يكن مقتنعا به تمام الإقتناع وإنما ترك الأمر للتأمل الشخصي واتخاذ القرار الحر بعيدا عن الضغط الاجتماعي والمصلحي الخبيث. أما بالنسبة لدور الحكومة فهي ليست سلطان مطلق مطلقا بل محكوم بدرجة كبيرة بالعرف العام والشريعة الإسلامية والتي تسعى دوماً لإرساء العدالة وتحقيق مصالح الرعية واحترام حقوق المواطنين بغض النظرعن معتقداتهم الدينية المختلفة طالما أنها لا تخالف ضوابط وأركان عقائد أهل السنة والجماعة الراسخة المبنية أساساتها على الكتاب والسنة وإجماع الصحابة رضوان الله عليهم اجمعين الذين أخذوا عن رسول رب العالمين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي المصطفى والصفي -صلوات الله وسلامه دائمة عليه وعلى ذريته الطاهرة الطيبة المطهرة ولآله البررة الأخيار-. إن احترام هذه المفاهيم يساعد أيضا في تعزيز الوحدة الوطنية وتعريف الآخرين بالإسلام بطريقة موضوعية هادئة بعيدا عن المغالطات والشائعات المغرضة ضد حضارتنا وعروبتنا ومبادينا الأصيلة المنبعثة مباشرة مما جاء به خاتم رسل الإنسانية وخليفته المختار بعد وفاة سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه– والخلفاء الراشدين السابقين له الأربعة الأكارم أبو بكر الصديق والفاروق عمر وعثمان بن عفان وعلي ابن أبي طالب كرّمهم جميعا أحسن تكريم وأ