تعتبر فترة ما بعد الولادة، المعروفة بحمى النّفاس، مرحلة حرجة تتطلب رعاية خاصة من الأمهات الجدد وفريق الرعاية الصحية الخاص بهن. قد تشعر بعض النساء ببعض الأعراض الغير مريحة خلال هذه الفترة والتي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحتهن واستعادتهن للنشاط الطبيعي. سنستعرض هنا أهم الأعراض الشائعة لحمى النّفاس وكيفية التعامل معها.
- الحمّى المرتفعة: يعد ارتفاع درجة الحرارة أكثر الأعراض شيوعاً بعد الولادة, عادةً ما تكون بسبب العدوى التي تحدث نتيجة لعملية الولادة نفسها أو الإصابات الأخرى أثناء العملية. ينبغي قياس درجة الحرارة كل ساعتين إلى ثلاث ساعات و إبلاغ الممرضة بذلك إذا تجاوزت الـ٣٨ درجة مئوية.
- الألم والتصلب الثديي: يتم إنتاج كميات كبيرة من هرمون البرولاكتين خلال فترة الحمل لتحفيز إدرار حليب الثدي. هذا يؤدي غالباً لألم وثقل وثقلٍ في الصدر وحول منطقة الثدي والذي يزداد سوءاً عند بداية الرضاعة الطبيعية. لتخفيف ذلك، يُفضل استخدام جهاز الضغط الدافئ والحصول على جلسات تدليك لطيفة بالإضافة لاستشارة طبيبتِك حول الأدوية الآمنة للاستخدام أثناء الرضاعة الطبيعية.
- الإمساك والإسهال: التقلبات الهرمونية والنظام الغذائي المتغير هما السببان الرئيسيان لهذه الحالة غير المريحة. تناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب الكثير من المياه يمكن أن يساعد كثيرا كما تفيد أيضاً تمارين الاسترخاء والمشي المنتظم للحفاظ على حركة القولون سليمة.
- ألم أسفل الظهر وأسفل البطن: يحدث الانقباضات العضلية ("التشنج") كجزء من عملية الشفاء وإعادة الجسم لحجم ما قبل الحمل. لكن عندما تصبح متكررة ومزعجة، فقد يشير الأمر لوجود مشكلة تستدعي زيارة طبية فورية مثل التهاب الرحم أو وجود كيس محتمل للإجهاض.
- الاكتئاب والتوتر: تغييرات الحياة المفاجأة وصعوبات الراحة الليلية وانشغال بال الطفل الجديد يمكن ان تساهم جميعها بتوتر شديد وقد يصل للأكتئاب بعد الولادة لدى البعض الآخر مما يستحق الوقوف أمامه عبر دعم نفسي مناسب سواء كان فردياً أو عبر مجموعات المساعدة الذاتية والأهل والأصدقاء المقربين الذين يدعمون ويقدمون النصائح المفيدة للمرأة حديثَة الولادة إن استطاعت الوصول إليهم ولم تخجل منهم طلب مساعدتهم ودعم أخواتهن الأخريات ذوات التجارب المشابهة لها .
أخيراً، حافظوا دائماً على التواصل الواضح والصريح مع الفريق الطبي والعائلة بشأن أي تغيرات ملحوظة فيما يتعلق بصحتكم العامة ونفسيتكم أثناء تلك الفترات الحرجة وضمان الحصول علي المستند الطبية المناسبة ومتابعتها باستمرار لمنع المضاعفات المحتملة وبالتالي محاولة مواجهة تحديات هذه المرحلة الجديدة بأقل قدر ممكن من المصاعب والجهد البدني والنفسي المرضي والعاطفي!