في الإسلام، إذا اشتراحت الأم أرضاً بمالها الشخصي، وهي ليست هدية لوالدها، فإن هذه الأرض تبقى ملكاً لها. وفي حال وفاة الأم، ينتقل ملكية الأرض لورثتها وفق الأحكام الشرعية. أي أن للأب ربع حصته، بينما يتم تقسيم الجزء المتبقي بين باقي الورثة حسب نظام التقسيم القانوني للميراث.
السؤال هنا يدور حول دور الأب فيما يتعلق بمشاركة ابنه في ممتلكاته. بشكل عام، يحق للأب الاستفادة من مال ابنه في حالة وجود ضرورة ملحة، بشرط ألّا يؤثر هذا الأمر سلبيًا على احتياجات الطفل. ومع ذلك، هناك عدة شروط يجب توافرها لإمكانية القيام بذلك:
- الحاجة: يجب أن تكون هناك حاجة فعلية لدى الأب لاستخدام المال.
- عدم الضرر: لا يمكن للأب التأثير بشكل كبير وسلبي على حياة ومستقبل ابنه.
- غير المنفعة الشخصية: لا يجوز استخدام مال الابن فقط لتحقيق مصالح شخصية أخرى مثل إعطاء الأخ الآخر جزء مما حصل عليه.
وفي حالتك الخاصة، إذا كنت بحاجة إلى مشاركتك من تلك الأرض وكان أخذها منك سيسبب لك الضرر، فلن يكون جائزًا لوالدك أخذها ضد إرادتك. ومن المهم أيضًا أن تتذكر أهمية بر الوالدين وتعزيز العلاقة الطيبة معهم بغض النظر عن الظروف. كما جاء في القرآن الكريم "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ". وهذا يعني أنه حتى لو ظلمك أبوك، فالبر بهم واجب عليك لأن رضاهم جزء أساسي من رضا الله عز وجل.
من المستحسن البحث عن حل وسط مع والدك عبر شخص تثق فيه ويعرف القواعد الشرعية لتوجيه نقاش بناء يحافظ على حقوق الجميع ويضمن احترام مشاعر الجميع.