- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
غالبًا ما يُنظر إلى الأدب والسينما والعروض التلفزيونية التي تصنف تحت بند "الخيال العلمي" باعتبارها ملاذًا خياليًا يعرض سيناريوهات مستقبلية بعيدة المنال أو كواكب غريبة أو تقنيات غير موجودة حتى الآن. ولكن هل هذه الأعمال الفنية مجرد تجارب تخييلية بلا تأثير حقيقي على العالم الحقيقي؟ هذا المقال يفحص مكانة الخيال العلمي بين كونها مجرد ترفيه وتأثير محتمل لها على التطوير التقني والإنساني.
التأثيرات المحتملة للخيال العلمي خارج عالم الترفيه
لعل واحدة من أكثر الأمثلة الإبداعية لتقاطع الخيال العلمي مع الواقع العملية التي بدأتها رواية "رحلة إلى مركز الأرض"، حيث ألهمت تلك الرواية جيوفاني شيابparelli لإجراء بحث عميق حول الهيكل الداخلي للأرض والذي أدى لاحقاً لفهم أفضل لعمق طبقات الأرض وأنسجتها الداخلية. بالإضافة لذلك, كان لأعمال فرانك هيربرت مثل "ديونيزيا بيتشبولدر" دور واضح في تشكيل أفكار العلوم الحديثة المتعلقة بالشبكات الذكية والاستدامة البيئية.
إلا إنه ليس فقط داخل مجالات العلم والتكنولوجيا, فإن الخيال العلمي له تأثير كبير أيضاً على المجتمع البشري نفسه. العديد من الكتب والمؤسسات الفكرية الغربية يستند نهجه نحو حقوق الإنسان والديمقراطية والفلسفة العامة للحياة الإنسانية على مفاهيم تم تطويرها بواسطة أعمال فكرية ضمن مجال علم الاجتماع والأخلاقيات الوجودية والتي تأثر بها القائمون عليها بالأفكار المطروحة في نوع الأدب هذا. وقد ظهرت بعض الأفكار الدستورية الأمريكية المبكرة -التي كانت تحلم بتغيير وجه التاريخ العالمي– بأضواء مؤقتة خلال كتابات هوارد فيليبس لافكرافت وجورج آر.آر مارتن وميشيل هايزمان وغيرهم ممن كتبوا عن الحرية والحريات الشخصية الثابتة عبر الزمان.
نقد مقترح تجاه الرؤية المجردة للمستقبل
بالرغم مما سبق ذكره فإن هناك جانباً سلبيّاً متنامياً يتعلق باستخدام الخيال العلمي كمصدر للإرشادات المستقبليه؛ فقد أثبت تاريخنا الحديث أنه حين تُستخدم القصص الخيالية كأساس لاتخاذ القرار السياسي –خاصّة عندما تتجاوز حدود الواقع الموضوعي الصارم– يمكن أن تؤدي نتائج كارثية للغاية. مثال قوي هنا هو كيف لعب فيلم "WarGames" عام ١٩٨٣ دوراً رئيسياً في تغيير سياسات الأمن المعلوماتي لبلاد عظمى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا بعدما اقترحت أحداث الفيلم النظرية بأن الطريقة الوحيدة للدفاع ضد الحرب النووية هي شن واحدة مضادة ذاتية الدفاع! وفي الوقت الحالي، نرى ظاهرة مشابهه ترتبط ارتباط وثيق بكيفيه تصوير الذكاء الاصطناعي بأنه خطر وشيك يجب مواجهته قبل حدوث أي ضرر فعلي قد ينتج عنها. وعلى الرغم من وجود عناصر واقعية لهذه المخاوف إلا أنها غالبا ماتُبالغ بها بسبب عدم فهم دقيق لما تعنيه كلمة "ذكاء اصطناعي". إن توظيف الجماهير بطرق غير مسؤولة لمحاربة شبح وهمي مبني أساساً على أشباه الحقائق قد يؤدي بفوائد عظيمة للتطور الذكي للمستقبل لكنه أيضا يحرم البشرية من تقدير القدر الكبير الذي أحرزناه بالفعل منذ بداية رحلتها لاستكشاف آفاق جديدة وفهم الأس