يتكون جسم الإنسان من نظام معقد يُعرف باسم الهيكل العظمي، والذي يعتبر أساس الدعم والإطار للأعضاء الداخلية ويؤدي وظائف أساسية أخرى مثل إنتاج خلايا الدم والحماية. إن دراسة علم التشريح البشرية تكشف أن هذا النظام المؤلف من العظام ليس بسيطاً كما قد يبدو للوهلة الأولى.
وفقاً لأحدث الدراسات العلمية، يوجد حوالي 206 عظمة مستقلة داخل الجسم البالغ بعد اكتمال نمو العظام والتكامل بينها خلال مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة. ومع ذلك، الأمر ليس فقط حول الرقم بل أيضاً عن كيفية ترتيب هذه العظام وكيف تساهم كل واحدة منها بشكل فريد في الوظيفة العامة.
من ضمن تلك العظام الـ 206، نجد 80 منهم يشكلون العمود الفقري، وهو محور الجهاز الدوري ويمتد عبر الجزء الخلفي للجسم بدءاً من قاعدة الجمجمة حتى نهاية القناة الشوكية عند منطقة العجز. بالإضافة إلى ذلك، هناك 147 عظمة صغيرة تشكل باقي الهيكل العظمي بما فيها عظام اليدين والقدمين، والتي تلعب دوراً رئيسياً في المحافظة على توازن الجسد أثناء الحركة والسير.
تحتوي القدم وحدها على 26 عظمة - أكثر مما هو موجود في اليد التي تحتوي على 27 عظمة - بينما تحمل اليد مسؤوليات حركية وتعابير الوجه المختلفة بسبب ارتباطها مباشرة بالجمجمة. أما بالنسبة للجمجمة نفسها، فتضم 22 عظمة مختلفة تعمل كمأوى يحمي المخ والأذن والأنسجة الأخرى حساسة للغاية.
ومن الجدير بالذكر أن لكل عظمة دورها الخاص ضمن هذا المنظومة المعقدة للحفاظ على الصحة العامة للإنسان. بدايةً، توفر العظام إطار عمل قوي يدعم وزن الجسم ويحافظ عليه مستقرا ضد قوة جاذبية الأرض. ثانياً، يساهم وجود النخاع الأحمر داخل تجاويف بعض العظام كالصدر والفخذ والعانة في إنتاج كريات الدم البيضاء الحمراء والبيضاء وصفائح الدم الضرورية لإصلاح الإصابات ومقاومة العدوى المرضية. أخيرا وليس آخرا، تعد العظام جزءا أساسيا من جهاز المناعة حيث أنها تخزن الأملاح المعدنية كالكالسيوم والفوسفور لاستخدامها لاحقا حسب حاجة الجسم إليها سواء كان ذلك لتنظيم نبضات القلب أو تعزيز عملية انقباض وانبساط عضلات الجسم لتسهيل حركة الأعضاء المتحركة وتقلصاتها الطبيعية.
وبالتالي فإن تعداد العظام الموجودة في هيكلنا العظمي ليس مجرد رقم مجرد ولكنه يعكس الترابط الدقيق لهذه الآلية المتكاملة والجهات الفعالة بكل واحد منها للحفاظ على سلامة واستقرارfunctioning of the human body as a whole.