- صاحب المنشور: مآثر بن عمر
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدت ثورة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تطوراً ملحوظاً. ولكن مع هذه التطورات يأتي تحدياً أخلاقياً كبيراً يتعلق بتأثير هذا التقنية على المجتمع. إن الهدف الأساسي لذكاء اصطناعي آمن وأخلاقي هو تحقيق توازن بين قدرته الفائقة وكيف يمكن استخدامه بطريقة تتماشى مع القيم الإنسانية والمعايير العادلة.
إن أحد أهم الجوانب التي تحتاج للمراجعة هي الشفافية والمساءلة حول القرارات المتخذة بواسطة أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة. ففي كثير من الحالات، قد يواجه المستخدم تقنيات ذات نتائج غير واضحة أو غير عادلة بسبب طريقة تدريبها وتعليمها. فعلى سبيل المثال، عندما تقوم خوارزميات التعرف على الصور بإعطاء اعتبار أكثر لألوان البشرة الفاتحة عند تحديد جنس الشخص بناءً على الصورة المقدمة لها – وهو ما يعرف باسم "التمييز ضد الأشخاص الملونين" - فهذا يشير إلى مشكلة أكبر تتجاوز مجرد ضعف الخوارزمية نفسها ولكنه يعكس مدى تأثير بيانات التدريب وتوجهها الثقافي.
ومن ثم فإن الضرورة القصوى اليوم تكمن في وضع سياسات تنظيمية تضمن شفافية عمليّات صنع قرار نظام الذكاء الصناعي بالإضافة لتحديد مسؤوليتها القانونية حال ارتكاب أي ضرر ناتج عنها. كما أنه يجب التأكد من عدم استخدام البيانات الشخصية دون موافقة صاحبها الأصيل وذلك حفاظًا على خصوصيته واحترام حقوقه المدنية.
بالإضافة لذلك، ينبغي التركيز أيضًا على خلق بيئة عمل متنوعة ومتسامحة داخل فرق البحث والتطوير الخاصة بأجهزة ذكاء اصطناعية مختلفة؛ إذ يؤدي الاختلاف الفكري والثقافي لدى أفراد الفريق الواحد إلى تقديم وجهات نظر جديدة ومبتكرة تساهم بشكل كبير نحو تطوير حلول مبتكرة قادرة على معالجة نقاط الضعف المحتملة لهذه الأنظمة. وبالتالي تعمل تلك الحلول بعد ذلك على تعزيز المرونة والاستدامة للنظام بشكل عام مما يحقق مصالح جميع الأطراف المعنية ويضمن سلامتهم واستفادتهم المثلى منه.
وفي نهاية المطاف، فإن مستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مرهونٌ بمستوى انفتاح المجتمع العلمي والممارسين فيه أمام الأفكار الناقدة والنظر مليّا فيما إذا كانت التكنولوجيا الحديثة منطقية اجتماعيا وقدرتها على خدمة البشر وليس العكس. ولعل مفتاح نجاح روبوتات المستقبل يكمن في كيفية الجمع بين تقدم الإبداع الهندسي والإنساني لتحقيق مجتمع أفضل ومتساوي الفرص للجميع بدون أي تمييز مهما كان نوعه.